عندما تتابع مسلسلاً من المسلسلات العربية في حي من أحياء مصر القديمة، تشعر وكأنك تتذوق رفاهية الحياة وديكورات المكان الأصيلة.
وتعود لتعيش تفاصيل غمرتك بالكثير من اللحظات والذكريات، برغم اختلاف الأحوال في كل بلد ولكن يظل الزمن القديم حاملاً شعوراً مغايراً مهما تعددت الأمكنة، يظل شاهداً يحمل تاريخاً عريقاً يسرد عبر أفواه الجدران والمكان، عبر حركة الناس منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل، مهما تقدم الإنسان في حياته في جميع أحواله يظل الأساس الذي وقف عليه هو ما يسري في وجدانه وشعوره وشرايين عقله.
صامداً يحمله معه أينما حل يرويه لأبنائه وأحفاده، حضارة عريقة وإرثاً لا يندثر مهما طال الزمن، لذلك عندما تذهب للسياحة لا تقصد فقط الأماكن الترفيهية أو الأسواق الفارهة أو الأماكن التي تحمل مزايا جديدة وحداثة مرموقة، نوع بين الحداثة والأصالة لتتذوق الاختلاف، لتعيش وتقدر كيف بدأت العقول البشرية؟ وأين وصلت؟
، فحضارة الإنسان القديم لا تقدر بثمن، نتعلم منه الإرادة والعزيمة والإصرار وبدايات وضعت الأساس الخالد مع الزمن، الاختلاف يجعل الحياة أكثر متعة ونتعلم من الماضي لنحمله معنا حاضراً ومستقبلاً، وقد ارتوينا منه الكثير لنواصل المسير بكل عزم، تلك البدايات ارويها لأبنائك ليتشربوا من عمق التجربة أخلاقيات وقيماً تترسخ في عقولهم، حتى لا ينجرفوا خلف كل تقليد وإنما يحافظوا على هويتهم أينما كانوا، يحملون معهم حضارتهم العريقة التي لا يمكن لأي متسلل أن يخترق أسوارها، سنعبر التاريخ مجداً بالبدايات والأساس القوي.
فألهموا أبناءكم تلك الحكايات التي روتها جدتي عن تحديات الحياة التي صقلتهم بالخبرات، والتي كستهم بالقوة والصمود مهما كان المسير متعباً، علموهم كيف كانت الحياة وأين وصلت، ولا يعبرون ضفة النهر بعد أن يتعلموا المغامرة حتى يصلوا، ومن لم يعش تلك الأزمنة فالشواهد العريقة الصامدة تحكي لنا روايات وأمجاداً خالدة.