الرعاية الصحية في مفترق الطرق.. كيف نصنع من التحديات فرصاً؟

يواجه قطاع الرعاية الصحية حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، تحديات معقدة تتطلب حلولاً مبتكرة. مع تزايد التغيرات السكانية، وارتفاع التكاليف الطبية، والتطورات التكنولوجية المتسارعة، حيث بات من الضروري تحويل هذه التحديات إلى فرص لتعزيز استدامة القطاع. سنلقي الضوء على أبرز التحديات وكيفية تحويلها إلى فرص عبر استراتيجيات مبتكرة تدعم تطور الأنظمة الصحية.

التحدي الأول : تعد تكلفة الرعاية الصحية من أبرز التحديات العالمية. وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، زادت نفقات الرعاية الصحية بنسبة 3.9 % سنوياً خلال العقد الماضي. وفي منطقة الشرق الأوسط، زادت نفقات الرعاية الصحية في بعض الدول بمعدل 6.7 % سنوياً بسبب التوجه المتزايد نحو الاعتماد على التكنولوجيا الطبية الحديثة وارتفاع تكلفة الأدوية. في الإمارات، هناك توقعات أن يصل الإنفاق الصحي إلى 15 مليار درهم بحلول 2025، مقارنة بـ12 مليار درهم في 2020.

الفرصة: تحسين كفاءة الرعاية والاستثمار في الوقاية، حيث يمكن أن يسهم في تخفيض التكاليف على المدى الطويل.

التحدي الثاني: نقص الكوادر الطبية يمثل تحدياً كبيراً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سيبلغ النقص في القوى العاملة الصحية حوالي 18 مليون وظيفة بحلول 2030. وفي الإمارات، تُقدر الحاجة إلى زيادة عدد الأطباء بنسبة 30 % خلال السنوات الخمس المقبلة.

الفرصة: تعزيز التعليم الطبي والتكنولوجيا الصحية، حيث يمكن التغلب على نقص الكوادر الطبية من خلال تبني التكنولوجيا المتقدمة مثل التطبيب عن بُعد. في الإمارات، شهدت خدمات التطبيب عن بُعد نمواً بنسبة 40 % خلال جائحة «كوفيد 19»، ما أسهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتخفيف الضغط على المستشفيات.

التحدي الثالث: مع ارتفاع معدلات الشيخوخة في الدول المتقدمة ودول الخليج، يزداد الطلب على خدمات الرعاية الصحية للأمراض المزمنة. في الإمارات، من المتوقع أن تصل نسبة السكان الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً إلى 11 % بحلول 2032، مقارنة بـ7 % في 2020. عالمياً، يُتوقع أن يصل عدد كبار السن إلى 2.1 مليار بحلول 2050.

الفرصة: تطوير رعاية مخصصة لكبار السن، حيث يمكن استغلال هذا التحدي عبر تطوير رعاية مخصصة مثل استخدام الأجهزة القابلة للارتداء التي تراقب المؤشرات الحيوية. هذه الأجهزة يمكن أن تقلل من الحاجة إلى زيارات المستشفيات 15 %.

التحدي الرابع: رغم أن التحول الرقمي في القطاع الصحي أصبح ضرورة، إلا أن دمج الأنظمة الرقمية يمثل تحدياً كبيراً. وفقاً لدراسة أجرتها شركة «McKinsey»، فإن 60 % من المؤسسات الصحية تجد صعوبة في تنفيذ أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية (EMR) بشكل فعال.

الفرصة: الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتوحيد الأنظمة. في الإمارات، تم إطلاق مشروع (الملف الوطني الصحي الموحد)، الذي يتيح مشاركة البيانات بين المستشفيات الحكومية والخاصة.

الخلاصة: تحويل التحديات إلى فرص رغم التحديات التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية، يمكن تحويلها إلى فرص تعزز الابتكار والاستدامة.