في مفهوم العلاقات الدولية، يشير مفهوم القوة الناعمة، إلى القدرة على التأثير في الآخرين من خلال الإقناع والجاذبية الثقافية بدلاً من الإكراه أو استخدام القوة أو العنف بكل أشكاله.
أحد مكونات «القوة الناعمة» هي الثقافة حيث التقاليد والفنون والأدب والموسيقى التي تعكس هوية الأمة وتجذب الآخرين إليها، إنها تعمل بشكل فعال في بناء التحالفات، والشراكات الاستراتيجية بناءً على الاحترام المتبادل والعلاقات طويلة الأمد وتعزيز النفوذ العالمي من غير قوة.
تستطيع الدول من خلالها أن تحسن صورتها وتعزز مكانتها الدولية، بل حتى من الممكن جذب السياح والمستثمرين عبر تقديم صورة إيجابية لها، باختصار تلعب القوة الناعمة دوراً محورياً في بناء العلاقات مستدامة.
جمعيات النفع العام، خاصة المهنية، مثل غيرها من مؤسسات المجتمع المدني، تستطيع أن تكون أداة فعالة لتعزيز أهدافها وإبراز مكانتها محلياً ودولياً باعتبارها مؤسسات تهدف إلى دعم أعضائها وتطويرهم، في جمعية الصحفيين الإماراتية، على سبيل المثال، من الممكن توظيف القوة الناعمة في تعزيز الصورة الإيجابية للإعلام الإماراتي وإبراز القيم الوطنية والإنسانية من خلال دعم صحافة تظهر التسامح والتعايش والتقدير الذي تتميز به الإمارات، والترويج للإنجازات الإعلامية، من خلال تسليط الضوء على النجاحات التي حققها الصحفيون عندنا.
ولعل من الأمور المهمة في هذا الصدد هو التبادل الثقافي والمعرفي من خلال استضافة فعاليات دولية وعربية، مثل تنظيم مؤتمرات، وبرامج تبادل الخبرات التي تعزز التفاهم الثقافي والمهني، وبناء شراكات إعلامية مع مؤسسات إعلامية عالمية لنقل التجربة الإماراتية في الصحافة.
هنا لا بد من تعزيز الصحافة المسؤولة والملتزمة بالأخلاقيات المهنية، الأمر الذي يرفع من مصداقية الصحافة الإماراتية كقوة ناعمة مؤثرة، وإطلاق مبادرات إعلامية عالمية والتعاون مع المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي للصحفيين لإبراز الإمارات قائداً في تطوير الصحافة وأن تكون الجمعية سفيراً للقوة الناعمة من خلال الإعلام، حيث تسهم في تحسين صورة الإمارات عالمياً وتدعم القضايا الإنسانية وتعزز علاقات التعاون مع دول العالم.