كلمتي

«القرار الصح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصياً، ومنذ بدأت العمل في الإعلام الرياضي قبل 41 سنة، كنت ولا أزال ضد إقالة المدربين خلال البطولات أو كردود أفعال، وهي الخصلة التي تشتهر بها منطقتنا، ولم تشفع لأي مدرب مهما كان كبيراً أو شهيراً، ولدينا مئات الأمثلة، ومنها إقالة الكولومبي خورخي لويس بينتو مدرب الأبيض الإماراتي الذي تمت إقالته دون أن يلعب المنتخب أية مباراة رسمية، وقرأت له تصريحات «غريبة» لصحيفة ماراكول الكولومبية قال فيها إن أسلوب حياة لاعبي المنتخب هو سبب رحيله «وليس إقالته كما نعرف» فهم يستيقظون في الواحدة ظهراً ويتدربون في السادسة أو السابعة مساء، وقال: شعرت وكأنني أعمل بنظام المناوبة الليلية.

بالتأكيد لا احتراف حقيقي في الكرة الإماراتية، ولا حتى العربية كلها، وهذا الأمر ليس بخاف على أحد، وهناك فرق كبير بين قوة الدوري السعودي مثلاً وجماهيريته وبين الدوري الإماراتي الذي قد لا يفرز لاعبين على مستوى تنافسي كبير جداً، خاصة في ظل وجود عدد قليل من الأكاديميات واندثار «كرة الفريج» إلى حد كبير، وهذه النظرة ليست تشاؤمية بقدر ماهي إلى حد ما توصيف للواقع، وبالتالي على فان مارفيك التعامل مع الأدوات الموجودة لديه، والأكيد أنني سمعت وقرأت وتحدثت مع العشرات من المحللين والنقاد واللاعبين السابقين الذين وضعوا كل اللوم على المدرب، وبعضهم القليل على اللاعبين الذين انفردوا وأضاعوا الفرص، وأعتقد أنه لو فاز المنتخب على العراق فلربما كانت حدة النقد أقل، ولكن علينا أن لا ننسى أن العراق بطل آسيا 2007 ولديه لاعبين محترفين حتى مثله مثل المنتخبين السوري واللبناني التي قلل الكثيرون من شأن هذه المنتخبات الثلاثة وحتى من شأن المنتخب الإيراني.

نعم أنا لست مع إقالة مارفيك وإذا كنا نرى الخطأ فأعتقد أنه يراه ولا أظنه أنه «مدرب جبان» فهو يعرف أن الخسارة تعني الإقالة وهو قالها بعظمة لسانه «إن لم نتأهل لكأس العالم سأستقيل» ولا يمكن التعامل مع المدربين في المنتخبات الوطنية بالقطعة، وإن كانت أربع مباريات لا تعتبر قطعة، إلا أن مارفيك هو من أهل المنتخب للدور الحاسم وقت كانت الأمور شبه مستحيلة، وهو من قاد السعودية إلى كأس العالم 2018 ،ونلاحظ مثلاً أن إقالة كاتانيتش في المنتخب العراقي عادت عليه بالسوء أكثر مما أفاده البديل «العالمي أدفوكات» الذي لم يحقق حتى ربع ما هو متوقع منه.

حسناً فعل اتحاد الكرة بتجديد الثقة مبدئياً بمارفيك، ومناقشته في كل الأمور والانتظار حتى انتهاء كأس العرب على الأقل، وأتمنى أن تكون هذه الفترة بداية احتراف حقيقي في الكرة الإماراتية تجعلها تنافس قارياً بشكل دائم وليس على طفرات آنية أو كل عقد مرة.

Email