لست عراقياً، ولكني أحب العراق، كما يحبه العرب جميعاً، وكما يحبنا أهل العراق، ولهذا شارك الجميع بدون تردد في «خليجي 25» بالبصرة، التي قدمت لنا حفل افتتاح رائعاً ومبهراً ومعبراً.

حفل قدّم العراق على حقيقته، بتاريخه وحضارته وعراقته وتراثه وأغانيه، بماضيه وحاضره، وبعروبته التي يفتخر بها، فكان واحداً من أجمل وأعمق ما رأيناه خلال كؤوس الخليج عبر تاريخها، ويحق للعراقيين أن يفتخروا بكوادرهم التي أبدعت، ليس فقط في حفل الافتتاح، بل في الملاعب العالمية التي شاهدناها، وهي تضاهي أفضل ملاعب الدنيا.

شخصياً، كنت أتمنى لو جاءت كل المنتخبات بأفضل ما لديها من لاعبين، ولكن ظروف إقامة البطولة بعد كأس العالم مباشرة، فرضت الراحة واستمرارية الدوري في بعض الدول، وهو قرار نتفهمه جيداً، علماً بأن بطولات الخليج عبر تاريخها، قدمت لاعبين صاروا من طينة الكبار، وأي منتخب يشارك بأي تشكيلة، هو مرشح للقب، باستثناء المنتخب اليمني.

خليجي البصرة، وبغض النظر عن المباريات، وخسارة «الأبيض» مباراته الافتتاحية من البحرين حاملة اللقب، إلا أن البطولة أظهرت لنا كم كان العراقيون بحاجة للفرح، وبحاجة للحضن العربي، وبحاجة لبطولة تعيد لشعبها أمله بأن القادم أفضل، وأن العراق محاط بأشقاء يحبونه، وسمعت كلاماً من غالبية من وُجدوا في البصرة، عن كرم أهلها، وعن بيوتهم المفتوحة للجميع، وكيف وقف أصحاب هذه البيوت في الشوارع، بلافتات تقول «سكن مجاني لمن يحتاجه»، إضافة لموائد مفتوحة لكل زوار البصرة، وسمعنا وشاهدنا حالة الحب الخالصة بين أهالي العراق والبصرة، وبين أشقائهم القادمين من الخليج، وحتى من خارج الخليج، لتغطية البطولة، والكل أشاد بالتنظيم الذي لن تعكره حادثة اليوم الافتتاحي، والتي ما كنا نتمنى أن تحدث، وهي لم ولن تؤثر أبداً في وجود المنتخب الكويتي، الذي صبغ بطولات الخليج عبر تاريخها بلونه الأزرق المميز.

ولعل أجمل ما في خليجي البصرة، هي البصرة نفسها، التي تزينت، واستعدت وفرحت بزوارها الذين غابوا عنها سنوات طويلة، والجميع يعيش أياماً جميلة على شط العرب، في تجمع خليجي عربي، طالما انتظرناه وتمنيناه.