يتحدثون عن خلاف كبير بين بايدن ونتانياهو. تسريبات تنتقل من مصادر مجهولة إلى محللين معروفين وتصل إلى مواقع إخبارية أمريكية لها شأن وتعتبر موثوقة، حتى إن موقع «أكسيوس» ذكر أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن إسرائيل في الأمم المتحدة، وتحدث عن صراع في الكواليس الدبلوماسية بين الأمريكان والإسرائيليين حول وقف إطلاق النار في غزة، والسماح للمساعدات بدخول القطاع، والذهاب إلى مفاوضات تنهي الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.

ولو أخذنا كلام «أكسيوس» على محمل الجد، وصدقنا قليلاً أن ما يقوله صحيح، فمعنى ذلك أن «الفيتو» الأمريكي الذي يشكل الغطاء الدولي الأهم لكل مخالفات نتانياهو للقوانين والمواثيق الأممية لن يستخدم، وإسرائيل دون «فيتو» سيكون مصيرها عزلة ومقاطعة شبيهة بحالة جنوب أفريقيا العنصرية في الستينيات، وستقف المساعدات من الدول الغربية، وخاصة العسكرية، وإسرائيل دون تدفق الأسلحة المتطورة ستكون في موقف سيئ، فهل نصدق أن «بايدن» يجرؤ على فعل ذلك؟!

بالتأكيد لن نصدق، فالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست علاقة «صغير وكبير»، بل هي علاقة منافع ومصالح تفوق بايدن والحزب الديمقراطي وأي رئيس يصل إلى البيت الأبيض، فإذا كانت الإدارة الحاكمة في ذلك البيت تريد شيئاً في الوقت الحالي، فهو ليس أكثر من منح الرئيس الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية ورقة يراهن عليها، فهو طوال الأشهر الخمسة للحرب في غزة تستنزف شعبيته من قساوة نتانياهو، وهمجية حلفائه في الحكومة، ووحشية جيشه، والرأي العام الأمريكي يحمل رئيسه الجزء الأكبر من المسؤولية، ويعتبره شريكاً في التعدي على الحقوق الإنسانية لشعب غزة، ومن هنا جاء تحركه، وسربت الأخبار، وتم تأليف «مواقف بطولية» لا وجود لها، فلا نتانياهو رافض لرأي بايدن، ولا بايدن هدد بعدم رفع يده بالفيتو في مجلس الأمن!