ما زلنا نتنافس مع أنفسنا، نحن المتسابقون، فهذا الميدان ميداننا، وهذه الأرقام أرقامنا، نكسر ما اعتبرناه في العام الماضي إنجازاً بإنجاز يفوقه، ونطلب تحقيق أرقام قياسية جديدة في السنة القادمة.
إنها عادة اعتدنا عليها، مركز أول يتلوه مركز لم يسبقنا إليه أحد، عادة متوارثة، وضعت قواعدها بسواعد لم تكل ولم تمل ولم تخش متغيرات الأزمان، سواعد رجال بنوا وطناً موحداً بما بذلوا من جهد وعرق وإصرار، وشكروا ربهم على نعمه التي أنعم بها عليهم، فوزعوا تلك النعم على أرضهم، حتى أينعت وأثمرت، وأعطت ريعها، وأسعدت أهلها.
هذه أرض خير، مر عليها قادة خيرون، سلموا الرايات إلى خلف صالح، سار بالركب حتى أصبحت البلاد مصدر إلهام، ومحط أنظار، وأمل مشتاق، وفرصة عمر، ومازال الحلم يذكرنا في كل يوم بقائد لا يجود الزمان بمثله كثيراً، زايد، طيب الله ثراه، من وضع يده في يد أخيه راشد، رحمه الله، وقاد السفينة نحو أفق لا نهاية له.
وها نحن اليوم، وبعد 20 عاماً على رحيل الأب والمعلم والمؤسس، نقرأ ما نفاخر به العالم من حامل الشعلة التي تضيء الدرب، وهو يخاطب أخاه وعضيده بكلمات لا يقولها غيره، لأنه محمد بن زايد، الرئيس المتمم للمرحلة العظيمة لسلفه الصالح، يشكر محمد بن راشد النائب والحاكم، مبدع المدينة التي تجاوزت كل المدن المسماة بالعريقة، ويقول له بكل محبة ومودة «ما قصرتوا أخي بو راشد، برؤيتكم وجهود فرق العمل الإماراتية المثابرة والمخلصة والمؤهلة تثبتون للعالم كل يوم أن الإمارات دولة استثنائية» بعد الإعلان عن تقرير منظمة التجارة العالمية الأخير.
نعم، هي دولة استثنائية ما دمتم تمسكون بدفة قيادتها، تسلك دروباً رسمت فوق رمال الصحراء ذات يوم، ولا تلتفت حولها وخلفها، بل تنظر إلى الأمام، باحثة عن التفوق في كافة المجالات، لتضيف إنجازاً فوق الإنجازات، وتحقق أرقاماً لا يعرف الوصول إليها غيركم، لأنكم الاستثناء.