من يكثر السفر وينوع في شركات الطيران التي تقله يمكنه بأقل جهد ملاحظة الفرق في الخدمات التي تقدمها «طيران الإمارات» وشركات الطيران الأخرى في العالم، ويمكنه تفسير أسباب إحراز هذه الخطوط قصب السبق على نظيراتها في المنطقة وتفوقها عليهم رغم أن شركات طيران أخرى تعد أقدم منا وتفوقها في الإمكانات المالية والبشرية.

من أبسط الأمور التي ينبغي التحدث عنها في خدمات طيران الإمارات، خدمة التوصيل والسائق لركاب درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى، فمنذ إطلاق هذه الخدمة والجميع يلاحظ تطورها بما يلبي متطلبات المسافرين، وبما يعكس الوجه الحضاري والمتقدم لمدينة دبي، من حيث نظافة المركبات وتطوير الأسطول، ولباقة السائقين وحسن هندامهم.

إضافة إلى تمكنهم ومهارتهم في القيادة التي تعكس وعياً وتدريباً كافياً على القيادة واستيعاباً واضحاً من قبل السائقين لثقافة البلد والمقيمين فيه أو الوافدين إليه زائرين أو سائحين، وهكذا تجد هذه الخدمة في أي موقع يوجد فيه أسطول الإمارات وهو ما يدل على إدارة محترفة لفريق مواصلات طيران الإمارات، الذي يهتم بصيانة مركباتها وأداء السائقين بصورة تنعكس إيجاباً على أداء الشركة التي حققت نجاحاً باهراً.

لماذا لا نجد انعكاس الاحتراف الإداري على غيره من الأساطيل مثل سيارات الأجرة والتكسيات، ولماذا لا تكون مركبات طيران الإمارات قدوة لسيارات الأجرة في الدولة، إذ لا نزال نعاني في حال اضطررنا إلى استخدام سيارة أجرة من رائحة المركبة والسائق، أحياناً، وقلة نظافة المركبة نفسها، في بعض الحالات، وتهور السائق أثناء القيادة، في حالات أخرى وجهله بثقافة البلد والزائرين وعدم احتمالنا للرحلة معه كما نفعل في حال استخدامنا لسيارة أجرة خاصة رغم أن التكلفة لا تختلف بل ربما تكون أقل؟!.

سيارات الأجرة في البلد بحاجة إلى إعادة تقييم، فدورهم أكبر من مسألة توصيل زبون، فهم واجهة بلد ويعطون الانطباع الأول عن الدولة لكل زائر وسائح، خاصة وأن عدداً كبيراً منهم يجهل العناوين وأهم المعالم وغير قادر على استخدام نظام الملامح، بما أنه مستهتر بقوانين السلامة وأهم مستلزمات الصحة، فماذا نتوقع منه، هل نتوقع منه أن يداري ركاباً وسمعة بلد؟

إذا كانت طيران الإمارات قد أوجدت فريقاً محترفاً من السائقين رغم أنهم من الجنسيات نفسها الذين نلتقيهم في سيارات الأجرة، وإذا كانت دول أوروبية قد تفوقت علينا في هذا المجال بما وضعته من شروط صارمة للحصول على رخصة قيادة سيارة الأجرة، فمن باب أولى أن تطبق ذلك كل هيئات المواصلات في الإمارات ذلك لتضمن خدمات أفضل للركاب.