للرضاعة الطبيعية دورها المهم في تغذية الجهاز المناعي ودعم نمو الطفل ووقايته من الالتهابات والعدوى بالجراثيم والميكروبات كما أنها تقوي أواصر الأمومة بين الطفل وأمه، وكثيراً ما تخطئ الأمهات في تغذية أطفالهن الرضع بسبب جهلهن بكيفية فطام الطفل.

وعن مراحل الفطام تقول الدكتورة عزة عبدالشهيد عبدالله استاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث المعروف «إن الطفل لا يفطم قبل نهاية عامه الثاني لقوله تعالى: «وفصاله في عامين» لكن مع بداية الشهر السادس أو قبله بقليل ينصح بأن يتناول الطفل وجبات تكميلية بجانب الرضاعة الطبيعية من الأم حيث تبدأ الأم إعطاء الطفل جزءاً من الحليب الخاص بوجبته بالملعقة أو الكوب لتعويده على تناول السوائل الأخرى من الكوب عند وصوله للشهر السابع».

وتشير د. عزة الى أنه لابد من مراعاة بعض النقاط قبل البدء في الفطام ومنها تجنب بداية الفطام خلال شهور الصيف لتجنيب الطفل خطر النزلات المعوية وأن يكون الطفل صحيحا معافى لا يعاني من أي أمراض مثل نزلات البرد أو الهزال أو سوء التغذية أو النزلات المعوية. مع مراعاة النظافة التامة حيث سينتقل الطفل من مصدر واحد للتغذية وهو اللبن سواء لبن الرضاعة أو الصناعي الى مصادر أخرى يسهل تلوثها وعلى هذا يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية للأم وغسل أواني الطعام جيدا وحفظه بعيدا عن مصادر التلوث.

الفطام التدريجي

وتوضح بأنه يجب أن يتم الفطام بشكل تدريجي من الشهر السابع وقد يتأخر ذلك حتى بلوغ الطفل عامه الأول. وخلال الفترة من الشهر السابع حتى نهاية عام الطفل الأول يجب تنظيم تغذية الطفل ليحصل على أربع وجبات إضافية مع ثلاث رضعات من الأم الأولى في الصباح والثانية في منتصف النهار والأخيرة قبل النوم ويتم تدريجيا إسقاط الرضعات ففي الاسبوع الأول تسقط رضعة من الجدول اليومي ثم تتعمد في الاسبوع الثاني إسقاط وجبة أخرى وفي الأسابيع التالية تحاول إسقاط الرضعة الأخيرة حتى يتم فطام الطفل في فترة من شهر الى شهرين.

أغذية خفيفة

وتقول د. عزة عبدالشهيد إن فطام الطفل بداية من الشهر الخامس يأتي بإدخال أغذية خفيفة بجانب الرضاعة مثل الزبادي والبسكويت والمهلبية ويتم ذلك باستبدال رضعتين الأولى بوجبة المهلبية التي تتكون من الحليب والنشا والسكر والتي تمد الطفل بمواد الطاقة والكالسيوم اللازم لظهور الأسنان بالإضافة الى البروتين وفيتامين «أ» مما يساعد الطفل على النمو وتكوين العظام. أما الوجبة الثانية فتكون من الزبادي المخلوط بالبسكويت بكمية قليلة.

وتشير الى أنه مع بداية الشهر السادس يمكن إدخال الفواكه والخضروات المفرومة والعسل الأبيض والأرز وصفار البيض الذي يمد الطفل بالبروتين الحيواني وبنسبة من فيتامين «أ» بالإضافة إلى الحديد ولا يجب إعطاء الطفل بياض البيض إلا بعد إتمامه العام الأول لتفادي حدوث الحساسية. ويجب تقشير الخضروات والفواكه وتنقى من البذور وتطهى طهوا جيدا. ويمكن للطفل تناول الجزر والبطاطس والبازلاء والفاصوليا والكرفس ويمكنه الاستعاضة عنه بالبقدونس مع مراعاة عدم زيادة الجزر والبطاطس حتى لا يصاب الطفل بالإمساك.

وفي هذا الشهر يمكن للطفل أن يتناول خمس وجبات ويتم استبدال ثلاث رضعات بوجبة مهلبية وشوربة خضار والثالثة بسكويت مع عسل أبيض وزبادي ويمكن إضافة التفاح المفروم.

وفي الشهر السابع تبدأ الأم في إدخال اللحوم البيضاء والكبدة مرتين اسبوعيا حيث تمد الطفل بالبروتين وفيتامين «أ» اللازم للنمو وبناء الخلايا بالإضافة الى الحديد الذي يرفع من نسبة الهيموجلوبين في دم الطفل وتبقى من عدد الوجبات في هذا الشهر خمس منها رضعتان ويمكن للأم أن تضيف للوجبات الجبن القريش والمربى على ألا تقدم هذه الوجبات كلها دفعة واحدة.

أما الشهران الثامن والتاسع فتشير د. عزة عبدالشهيد الى أن الطفل في هذه السن يعتمد على نفس الوجبات التي يتناولها في الشهر السابع مع إضافة اللحوم الحمراء مع الخضار والأرز بعد هرس الطعام. أما البقول فيجب أن تكون خالية من القشور حتى يمتصها الجسم وتكون البداية في هذه السن حبة فول واحدة منزوعة القشر ومضافا اليها الملح والليمون ثم حبتين ثم ثلاث

حتى يمكن أن تلاحظ الأم إصابة الطفل بأنيميا الفول من عدمه والتي تصيب الطفل بالشحوب ويميل لون الوجه والشفتين الى اللون الأبيض مع تغير في لون البول الى اللون الأحمر فإذا حدثت هذه الأعراض يجب استشارة الطبيب وعدم اعطاء الطفل أيا من الحبوب سواء الفول أو العدس أو الفاصوليا البيضاء أو الحمص والترمس والحلبة.

وعند وصول الطفل الى الشهر العاشر وحتى الشهر الثاني عشر يبدأ في تناول أصناف الطعام التي تعده الأم للأسرة مع استكمال الرضاعة لرضعة واحدة أو اثنتين على الأكثر. وفي هذه الفترة لا ينصح باستخدام أطعمة سابقة الاعداد والتي تحتوي على مواد حافظة ومكسبات طعم ورائحة ومواد للتلوين والتحلية.

وكي تساعد الأم طفلها على الفطام الجيد تنصح د. عزة عبدالشهيد استاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث بألا تعطي الأم الطفل أكثر من صنف جديد في المرة الواحدة وضرورة أن تبدأ الوجبة بما يستسيغه الطفل من طفلها ثم ينقل الى الثاني وتجنب اعطائه المشروبات والمأكولات المثلجة التي تسبب الإضطرابات المعدية والمعوية بالإضافة الى احتوائها على الكافيين الذي يسبب الأرق. وتجنب الأغذية المحفوظة التي تضر بنمو أجهزة الطفل مثل الكبد والكلى. وحتى نهاية العام الأول لابد أن تتجنب الأم إضافة التوابل والبهارات للطعام وعدم إعطاء الطفل لحليب البقر وزلال البيض والمكسرات وأيضا العسل وا��أطعمة الدسمة الدهنية.

وعلى الأم أن تتجنب تغذية الطفل دون إرادته حتى لا يكره الطعام ويمتنع الطفل عن تناول الأطعمة في حال إصابة اللثة بالإلتهاب أو يكون في مرحلة التسنين أو التهاب الحلق مع ضرورة التنويع في أصناف الطعام من يوم لآخر منعا للتكرار وضعف الشهية على أن تقدم الوجبات في صورة جميلة وفي أطباق ملونة

القاهرة ـ عفاف السيد