Al Bayan
today-time08 شوال 1446 هـ ، 6 أبريل 2025 م
prayer-time

الحوادث المرورية

نقلب الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ونقرأ أخباراً متوالية وعلى فترات متقاربة تتعلق بوفيات الشباب أو إصاباتهم البليغة، لسنا هنا بصدد تحليل الحوادث من الجانب المروري بل نترك الأمر للجهات المختصة. القصد من الرسالة هو توجيه النصيحة لنوع واحد فقط من هذه الحوادث وهي ربما الأشهر في الوقت الحالي.

وهي الحوادث الناشئة بسبب الانشغال بالهاتف خصوصاً من فئة الشباب، ها أنا أذكر قصة من عشرات القصص لشخص التقيت به قبل مدة ورأيته على كرسي متحرك، شاب في مقتبل الحياة يبلغ من العمر 20 عاماً، أصيب بإصابة بليغة شلت قدرته على المشي وأثناء حديثي معه ومحاولتي تشجيعه وتصبيره أخبرني قصته، بأنه خرج من البيت في الليل بقصد الجلوس مع أصدقائه كالعادة، يقول:

أذكر أنني أخذت الهاتف وقمت بفتح أحد التطبيقات في مواقع التواصل وما هي إلا ثوانٍ إذا بي أصطدم بشاحنة، وبقيت في العناية المركزة لعدة أيام إلا أن وصل بي الحال على ما أنا عليه.

هناك من ترك الحياة ميتاً وهناك من أقعده الحادث وهناك من بقي طويلاً في المشفى وتبدل الحال من حال إلى حال في طرفة عين، ويبقى السؤال بما أن الكل منا يعرف خطورة الانشغال بالهاتف أثناء القيادة! إذن لماذا لا يزال البعض يستمر على هذا السلوك؟ على الرغم مما يسمعه ويراه حوله من حوادث!

نعم هذا صحيح على الرغم من علمهم بخطورة الأمر، بل البعض منهم يصرح بعبارة «ودي ألتزم» ولكن لم أستطع، والسبب في ذلك يعود لإدمانه لمواقع التواصل، والإنسان بطبعه يتمسك بقوة بالشيء الذي اعتاد عليه ما دام أن العادة هذه مستمرة ووصلت لحد ما يعرف بإدمان الشيء،.

إلا أن البعض لا يعلم أن العادة من الممكن تركها، والادعاء أن العادة لا تتغير ما هي إلا كذبة تم تصديقها.على الشخص أن يعزم، خصوصاً أننا نرى الوفيات والإصابات حولنا، والسعيد من اعتبر بغيره، فما أمسى في دار جارك لا تأمن أن يُصبح في دارك بما أنك اتخذت نفس الأسباب التي وقع فيها الغير؛ وهي الانشغال بالهاتف، ترك العادة بحاجة إلى قوة عزم ثم بمواجهتها بما يشغلك عنها.

لذا أفضل تعامل مع هذا التصرف أنك إذا ركبت مركبتك أن تبدأ بدعاء الركوب، البدء بالدعاء يساعدك على تذكر النعمة، فمن قدّر النعمة حافظ عليها، ثم تبدأ بالتعود مثلاً على قضاء الوقت في الطريق بالمكالمة الهاتفية عن طريق سماعة الأذن أو سماع شيء مفيد لك ونحوه، المرة الأولى ستواجه صعوبة وفي الثانية كذلك.

ولكن مع الاستمرار سيبدأ الأمر يهون وستتحول العادة من سيئة وخاطئة إلى عادة أخرى محمودة، أنت من يعوّد نفسه على الشيء وأنت من يغيّره بعد توفيق الله.