Al Bayan
today-time11 شوال 1446 هـ ، 9 أبريل 2025 م
prayer-time

لنستمر بعد رمضان على الخير

اقترب رحيل شهر رمضان، الشهر الذي عشنا فيه اللحظات الجميلة، شهر القرآن والقيام وعبادة الرحمن، شهر اللقاءات والزيارات الاجتماعية والمجالس الرمضانية، فكان فرصة عظيمة لتهذيب النفس وإعادة ترتيب الأولويات وتحسين علاقتنا مع بعضنا البعض في البيوت، إلا أن الأهم أن تسأل نفسك ما هي الدروس المستخلصة من هذا الشهر، وكيف تحافظ على الجوانب الإيجابية العديدة التي تحققت خلال الشهر سواء على مستوى الطاعات أم الجانب الاجتماعي؟

هناك انخفاض ملحوظ للمشكلات الزوجية في شهر رمضان، هناك راحة كبيرة لدى الأهالي فيما يخص سلوكيات أطفالهم، هل هذا محض الصدفة أم أن هناك عوامل نستفيد منها؟ لا يوجد مكان للحظ بل كل تغيير له أسباب، والواعي هو الذي يربط هذه الأسباب بعضها بعضاً حتى يخطط لحاضره ومستقبله.

أحد عوامل انخفاض المشكلات في رمضان هو الجانب المعنوي المتعلق بالطاعات والعمل الصالح، كونه مدعاة للبركة في البيوت وطهارة النفس وراحة القلب، كما قال تعالى « ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، وقوله عليه الصلاة والسلام «لا تجعلوا بيوتكم مقابر»، أي لا تجعلوها شبيهة بالمقابر خالية من الذكر والصلاة ونحوها.

فالطاعات تجلب البركة للبيوت ولها تأثير كبير ومباشر على التهدئة، ومن العوامل أيضاً اجتماع الأسرة على سفرة واحدة، وكل ما زاد اللقاء والاجتماع على إحدى وجبات الطعام لا شك أن هذا له تأثير من حيث التقارب، لأن كثرة الابتعاد بين الزوجين على الرغم من وجود الوقت يسبب الفتور والبعد المعنوي.

ومن ثم تصبح العلاقة مع الوقت أشبه بالعلاقات الرسمية، والعلاقات الرسمية تكون قابلة للتفكك وضعيفة أمام المشكلة أو الصدمات، بخلاف العلاقات التي فيها احتواء واجتماع وفهم لبعضنا البعض وإيجاد الوقت للحوارات الإيجابية والمرحة، ولا نعني بمقالنا هذا ضرورة حصول التجمع على الطعام أو الوقت كل يوم.

حيث إنه قد يتعذر على البعض بسبب ظروف العمل ونحوها؛ إلا أن القصد هو التأكيد على أهمية إيجاد الوقت للأسرة وأن يكون لديهم اجتماع على طاولة واحدة مع أطفالهم سواء في البيت أم بعض النزهات الخارجية على فترات.

إذن، لا نختلف أن شهر رمضان يختلف عن غيره من الشهور وأنه كثير البركة، بالإضافة لطبيعة وقته من حيث أوقات العمل القصيرة وحصول الوقت للراحة وغيرها، لكننا لن نعتمد فقط على طبيعته ونغفل الجوانب العملية التي يقوم بها الناس.

والتي ساهمت بتحسن حالهم، طمعاً في استمرار العادات الجميلة في بيوتنا ومجتمعنا، وليبق القرآن جزءاً من جدولنا اليومي ولو صفحة واحدة مع أخلاقنا وصبرنا وعلاقاتنا بالجيران وغيرهم، وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام «أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها وإن قَلَّ».