يعتبر محمد عبيد حماد مشرف الفريق الأول بالعين حاليا أحد النجوم الذين عاصروا وعايشوا كل البطولات العيناوية تقريبا، سواء كان لاعبا أو إداريا، وفي عهده فاز العين بأول بطولة دوري بعد قرار الاستغناء عن اللاعبين الأجانب، ومازال حماد حتى يومنا هذا يتابع مسيرته مع فريق الكرة ليحقق معه البطولة الحالية لدوري المحترفين كمشرف للفريق وهو اللقب العاشر في تاريخ مشاركات الزعيم بالدوري.

حماد وبصدر رحب جلس إلى «البيان الرياضي» في حديث مفعم برائحة الذكريات، والمواقف التي عاشها كلاعب كرة قدم عاصر بطولات العين وشارك في التتويج بها كجندي مقاتل داخل المستطيل الأخضر فيقول: بداية العين مع الإنجازات والبطولات كان في موسم 76/77 حيث فاز الفريق ببطولة الدورة الرابعة، وكانت فرق البطولة قد تم تقسيمها إلى مجموعتين ضمت الأولى كلا من الشارقة والإمارات والأهلي والوحدة والوصل والرمس، فيما شارك العين في المجموعة الثانية والتي ضمت إلى جانبه النصر والشعب وعمجان والشباب والجزيرة وقد تصدر المجموعة الأولى الشارقة، وجاء الإمارات ثانيا، أما المجموعة الثانية، فقد تصدرها النصر وجاء العين ثانيا، وأقيمت دورة رباعية لتحديد بطل الموسم وقد حسمها العين برصيد ست نقاط وجاء الشارقة في المركز الثاني والنصر ثالثا.

أحلى المواسم

ويستدعي حماد ذكرياته مع الميادين مؤكدا أن موسم 83/84 كان من أفضل المواسم بالنسبة له كلاعب، حيث كان يتقلد شارة الكابتن في الفريق البنفسجي بعد قرار الاستغناء عن اللاعبين الأجانب، وقال: كان برفقتي من اللاعبين على سبيل المثال أحمد عبدالله (الغزال) وأحمد حارب وعوض مجرن وسالم شامس وغيرهم من النجوم الأفذاذ في ذلك العصر، حيث قدمنا موسما استثنائيا وفزنا بالدوري للمرة الثالثة على التوالي وبفارق خمس نقاط عن أقرب المطاردين.

ومن المواقف المحرجة التي مرت على حماد كلاعب يقول: كان ذلك عندما واجه العين نفس الظروف التي واجهها في الموسم السابق، حيث كان مهددا بالهبوط ولعب مباراة مع الخليج وخسرها بهدفين دون مقابل، وكان عليه انتظار نتيجة مباراة الأهلي والجزيرة، ففي حال فوز الجزيرة فسيودع العين الدوري، أما في حال التعادل فستكون هناك مباراة فاصلة بين العين والجزيرة، ولحسن الحظ فقد خدمتنا الظروف وفاز الأهلي ليبقى العين.

ذكريات حزينة

ومن الذكريات الحزينة بالنسبة لحماد يقول: كان ذلك في عام 1987 حيث خسر العين مباراته أمام الوصل بطريقة درامية، بعد أن كان متقدما 4-1 حتى الدقيقة 37 من الشوط الثاني، وكان الوصل يلعب بتسعة لاعبين، لدرجة أن اللاعب فهد خميس توجه إلى حكم المباراة يومها علي الملا وطلب منه إنهاء المواجهة، وفجأة تبدل الحال حيث استفاد الوصل من أخطاء بسيطة وتمكن من تعديل النتيجة ومن بعد حسم المباراة بركلات الترجيح ليفوز باللقب .

ويقول حماد: أذكر أنه وفي اليوم التالي من تلك المباراة وكنا في رمضان كنت ذاهبا إلى المكتبة فصادفني أحد العيناوية وعانقني وهنأني بالفوز، وكنت أعتقد أنه يريد أن يسخر مني لأن النتيجة كانت خسارتنا أمام الوصل، ولكن بعد ذلك اتضح أنه وبعد أن وصلت المباراة إلى الدقيقة 37 من الشوط الثاني والعين متقدم بأربعة أهداف لهدف، أعتقد هذا المشجع أن العين فاز بالنتيجة ولم يكمل المباراة حتى نهايتها.

الدوري المشترك

ويمضي حماد بذكرياته إلى الماضي الجميل فيقول: مشاركتنا في الدوري المشترك تعتبر محطة جميلة بالنسبة لي كلاعب، فقد كان الدوري المشترك يضم كل فرق الدولة وهي تشارك في البطولة بكل نجومها، ويومها صعدنا إلى الأدوار الأخيرة ولعبنا النهائي أمام الوصل وفزنا بالبطولة دون هزيمة أو تعادل، وأكد حماد أنه كان ومازال يشعر بالفخر والاعتداد كون أن العين كان واحدا من ثلاثة أندية بقيت في الدرجة الأولى بجانب النصر والوصل.

وعاد حماد إلى الزمن الحاضر متحدثا عن اللقب العاشر والذي شارك في التتويج به كمشرف للفريق الأول ويقول : النجاح الذي حققه العين هذا الموسم بتتويجه بلقب دوري المحترفين شاركت فيه كل الأطراف العيناوية، فقد كان الالتفاف حول الفريق كبيرا بداية من الإدارة العليا ومجلس إدارة النادي بقيادة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة، إلى جانب التوليفة الرائعة من اللاعبين مواطنين وأجانب، فضلا عن جهاز فني مقتدر، وقد كانت المجهودات كبيرة من الجميع بداية من معسكر الإعداد وحتى آخر مباراة، ليكلل كل ذلك بنجاح أسعد الجماهير العيناوية التي صبرت خلال الفترة الماضية، في انتظار أن يعود الزعيم إلى منصات التتويج وهو ما تحقق أخيرا بفضل الله وبفضل العمل الكبير الذي أنجز.

اللاعبون الأجانب تألقوا وساعدوا زملاءهم على الفوز

وبسؤاله محمد عبيد حماد عن صحة ما يردده الشارع الرياضي بأنه كان مهندس كل صفقات المحترفين الأجانب الحاليين بصفوف الفريق، قال: أولا نحمد الله على توفيق أجانب العين في تحقيق الإضافة الفنية المرجوة للفريق، فقد كان اللاعبون الأربعة في قمة تألقهم وقدموا خدمات ممتازة ليساعدوا الفريق مع بقية زملائهم المواطنين في الحصول على اللقب، وكنت مجرد ممثل للنادي في التفاوض مع هؤلاء اللاعبين باستثناء الأرجنتيني ناتشو سكوكو الذي حسم أمر انتقاله عوض بن حاسوم، وقد بدأنا بالمدرب كوزمين ومن ثم رادوي وياسر القحطاني وأخيرا أسامواه جيان وحالفنا النجاح في التعاقد معهم، لأن العين نادي كبير ومحترف وله القدرة على التعاقد مع أفضل الأسماء، وأعتقد أن الجميع قام بواجبه على أكمل وجه، وهو ما أوصل الفريق لقمة النجاح.

ثقة كبيرة

وعما إذا كان يرى أن فوز العين ببطولة الدوري هذا الموسم يضاعف من الضغوط على اللاعبين، باعتبار أن الفريق سيشارك الموسم المقبل في البطولة الآسيوية بما يضعهم تحت مسؤولية كبيرة، أكد محمد عبيد حماد ثقته في مقدرة اللاعبين على تجاوز التحدي المرتقب وتحقيق النجاح المأمول، وقال إن كل لاعبي العين يتشوقون للمشاركة في هذا المحفل القاري الكبير، وبالجدية والحماس والتعاون والروح القتالية وحب الشعار ووقفة الجماهير العيناوية الوفية ومساندتها المستمرة كما حصل هذا الموسم، يستطيع الفريق أن يتجاوز كل العقبات ويمضي في مسيرته القاصدة نحو تحقيق التطلعات.

وعن برنامج الإعداد للموسم المقبل قال حماد : بدأنا التجهيز لتنفيذ برنامج الإعداد للموسم المقبل ومازالت المناقشات مع الجهاز الفني بقيادة المدرب كوزمين جارية، للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بالمعسكر الخارجي حيث سيكون بين ثلاث دول هي ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وكذلك البطولة الرمضانية من ضمن برنامج الإعداد، وسينقسم الإعداد إلى فترتين تبدأ الأولي قبل رمضان والثانية بعده مباشرة.