بدأت ملامح التغيير تظهر بوضوح داخل جدران ريال مدريد، مع اقتراب فصل جديد في القيادة الفنية للفريق الأول، بعد الخروج المؤلم من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال، وتراجع فرص التتويج بلقب الدوري الإسباني.
ومع ترقب نهائي كأس الملك أمام برشلونة، باتت أيام الإيطالي كارلو أنشيلوتي معدودة في «سانتياغو برنابيو»، وبدأ اسم تشابي ألونسو يعلو كخليفة مُنتظر على رأس الجهاز الفني للفريق الملكي.
تشابي ألونسو، نجم وسط ريال مدريد السابق، والمدرب الحالي لنادي باير ليفركوزن الألماني، يُعد الخيار الأول داخل أروقة الإدارة المدريدية، لما يملكه من سجل كلاعب، وشخصية فنية صاعدة لفتت الأنظار خلال وقت قياسي على مقاعد التدريب.
تفاهم
رغم أن ألونسو لديه اتفاق مبدئي مع الرئيس التنفيذي لليفركوزن، فرناندو كارو، يُتيح له الانتقال إلى مدريد في حالة وجود عرض رسمي، إلا أن إدارة النادي الألماني لن تترك مدربها الشاب دون مقابل.
وبحسب ما أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية، فإن ليفركوزن سيطالب بـ 10 ملايين يورو (ما يعادل 8.5 مليون جنيه إسترليني) مقابل التخلي عن خدمات تشابي، الذي لا يزال عقده ممتدًا حتى صيف 2026.
ويأتي هذا الرقم في سياق طبيعي بالنظر إلى القيمة الفنية التي بات يتمتع بها ألونسو، ليس فقط بسبب نتائجه مع ليفركوزن، ولكن أيضًا لقدرته على تطوير الأداء الجماعي، وثباته التكتيكي الذي ظهر خلال موسمين فقط من التدريب على المستوى الأعلى.
الرحيل يقترب
بحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن أنشيلوتي قد يغادر رسميًا بعد نهائي كأس الملك يوم 26 أبريل الجاري، وهو مرتبط فعليًا بمفاوضات مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتدريب منتخب «السامبا»، استعدادًا للجولتين المقبلتين من تصفيات كأس العالم 2026، والمقرر إقامتها في يونيو المقبل.
وبدا المدرب الإيطالي متصالحًا مع فكرة الرحيل، حين قال في تصريحات له مؤخرًا: "قد يكون ذلك هذا العام أو العام المقبل عندما ينتهي عقدي، لا مشكلة في ذلك... سأكون ممتنًا لهذا النادي دائمًا".
العقل الفني
رغم حداثة تجربته التدريبية، إلا أن تشابي ألونسو استطاع أن يُثبت نفسه كمدرب استثنائي خلال وقت قصير.
وتولى ألونسو مسؤولية ليفركوزن العام الماضي والفريق يعاني في منطقة الهبوط، لكنه قاده إلى الفوز بالدوري والكأس، بالإضافة إلى لقب السوبر الألماني، وحقق سلسلة نتائج مذهلة لم يُكسرها سوى نهائي الدوري الأوروبي.
ومع بداية الموسم الحالي، واصل ألونسو مسيرته بثبات، فقاد الفريق إلى المركز الثاني في الدوري الألماني، ونجح في الوصول إلى أدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا قبل أن يودّع البطولة على يد بايرن ميونيخ، بخسارة ثقيلة بلغت خمسة أهداف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
العودة إلى تشابي ألونسو تعتبر استعادة لروح مدريدية يعرفها الجمهور جيدًا، فالنجم الإسباني الذي لعب لصفوف الريال بين 2009 و2014، كان جزءًا من فريق الجالاكتيكوس، ويحظى بقبول واسع بين جماهير النادي، كما أنه ينتمي لفلسفة الكرة الشاملة والانضباط التكتيكي، وهي سمات يبحث عنها ريال مدريد في مرحلة ما بعد أنشيلوتي.