حدد تربويون 4 مرتكزات يمكن أن تدفع المعلمين نحو الابتكار والإبداع في التعلم عن بعد، متمثلة في (التحفيز والتدريب واستخدام التكنولوجيا وتبادل أفضل الممارسات التعليمية) وخاصة في تلك الفترة الاستثنائية التي تتطلب منهم تغييراً نمطياً لقالب العملية التعليمية وما تحتويه من أساليب تدريس وطرائق تعليمية تواكب التطور الذي طال المنظومة التعليمية وفرضت وتيرته جائحة «كوفيد 19».
وقالت سارة هوليس، مديرة المدرسة الأمريكية للإبداع العلمي فرع ند الشبا: إن المعلمين يحتاجون إلى الشعور بالدعم أثناء تطويرهم لطرق التدريس باستخدام التعلم المدمج عبر الإنترنت، إذ إن هذه التجارب تصقل مهارات الطلبة وتطورها.
وأكدت أهمية تمكين المعلمين لمشاركة أفضل ممارساتهم في منتديات وورش عمل تنفذ باستمرار، مثل مبادرة (معاً نرتقي)، حيث يمكن للمدرسين مشاركة التقنيات الحديثة التي قاموا بتنفيذها في فصولهم الدراسية ووجدوا أنها تعمل بكفاءة، الأمر الذي يشجع الزملاء على الابتعاد عن التدريس الروتيني وتجربة الأساليب الجديدة والفعالة.
ولفتت إلى أن المدارس عليها أن تقدم للطلبة تجربة تعليمية متكاملة تؤسس لجيل يتحلى بالثقافة والقيم الأصيلة وأدوات المعرفة العصرية للنجاح ولإعداد شباب اليوم ليصبحوا قادة الغد.
تحفيز
وقال التربوي الدكتور حمادة العنتبلي: إن قضية التحفيز من أهم القضايا التي اهتمت بها العلوم الإدارية المختلفة لما لها من قيمة كبيرة في تحسين مستويات الأداء لدى العاملين في مختلف المستويات الوظيفية، كونها تساهم في دفع العاملين نحو الانخراط في العمل الإداري والإسهام بشكل جيد في تطبيق أي نظام.
وأوضح أن العمل على تحفيز المعلمين والمعلمات بكل الطرق والوسائل التحفيزية التي تساهم في سرعة تحولهم إلى التعامل مع التكنولوجيا والإبداع في إدارتها، سيترتب عليه تحقيق مختلف العائدات والنتائج على مستوى كل خدمة تعليمية، وتؤدي بالتبعية إلى التقدم والتطور للمنظومة التعليمية بالدولة ككل وتنعكس إيجاباً على أدائهم وقدرتهم على إدارة الصف المدرسي وفق منظور متطور يحقق أهداف العملية التعليمية.
ولفت إلى تحفيز المعلمين والمعلمات باستخدام علم البصائر السلوكية الذي يعتبر أحد العلوم المستحدثة المرتبطة بالاقتصاد السلوكي وتطبيقاته المختلفة، وهذا العلم الذي يعمل على تحسين سلوكيات معينة مرتبطة للعاملين باتباع طرق التحفيز المختلفة، ولقد عملت العديد من الحكومات على مستوى العالم في تعديل وتغيير سلوكيات معينة، ونحو ما ترغب الحكومة في تطبيقه، وهو ما نوصي بالعمل على تطبيقه في المنظومة التعليمية، نظراً لأن الأفكار السلوكية تساهم بشكل متزايد في تشكيل السياسات العامة وتنفيذها.
تمكين
وقالت صوفي هانتر، مدربة التعلم الرقمي في مدرسة جيمس متروبول: انطلاقاً من حرصنا على تمكين المعلمين من مواكبة أحدث التقنيات، نعمل باستمرار على تخصيص وتحديث برامج التدريب والتطوير المهني بما يتيح للجميع تسخير التقنيات المتوافرة وفقاً لاحتياجاتهم ومستوياتهم، موضحة أن مدرستها تعمل حالياً على تأسيس مكتبة ضخمة تضم مقاطع الفيديو التدريبية والتوجيهية التي يعدها المعلمون ويمكن الوصول إليها في أي زمان عبر منصة Edupedia
وذكرت أن التجربة التعليمية كانت تستند في ما مضى إلى تبادل المعارف بين المعلمين والطلاب بأسلوب بسيط على أرض الواقع، جاء انتقالنا إلى شبكة الإنترنت والتجارب الرقمية ليتيح للجميع فرصة التعاون والحصول على المعلومات ومشاركتها بحرّية، والوصول إلى مجموعة كاملة من الموارد والمعلومات، وبالتالي تمكين الطلاب من إدارة تجربتهم التعليمية وإتقان المهارات الرقمية على أكمل وجه. ومن جهة أخرى، يمكن للمعلمين تقديم ملاحظاتهم للطلاب على الفور عبر تقييم الواجبات والأعمال التي يشاركونها على المنصات الرقمية.
تقنيات
واعتبرت المعلمة ريبال غسان عطا، أن استخدام التكنولوجيا من الأشياء المهمة في وقتنا الحالي وخاصة في عصر الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، لذلك فمن الضروري أن يكون المعلّم متمكّناً من استخدامها بفعالية، ويتحقّق هذا من خلال تشجيعهم وتحفيزهم على استخدامها من خلال أمور عدة ومنها وضع خطط بشكل مستمر لإلحاق المعلمين بدورات تدريبية فعالة على كل ما هو جديد في عصر التّكنولوجيا وطريقة استخدامها لتطوير أساليب وطرق تدريسهم وتكييفها لتحقيق الاستفادة المرجوة منها.
وأوضحت أن التكنولوجيا في التعليم تعزز من دور التعلم بالممارسة وتدفع المعلم نحو الابتكار، فضلاً عن أن استخدامها داخل الفصول الدراسية بالشكل الصحيح يعزز من مسارات الإبداع في عملية التعليم، كونها عاملاً مساعداً لزيادة وسهولة استيعاب الطلبة للمناهج الدراسية.
تدريب
وقال أحمد فواخرجي معلم لغة عربية في مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر: إن المعلم هو أساس العملية التعليمية وعلى إدارات المدارس أن توفر له كل الإمكانيات اللازمة وسبل النجاح حتى يكون معلماً متميزاً ومبتكراً من خلال توفير الدورات التدريبية والتطويرية والبيئة الخصبة للإبداع.
ارتقاء
وأكد أحمد فواخرجي ضرورة الاهتمام بالمعلم والارتقاء بقدراته من أجل كسب مستقبل أفضل للأبناء، وخاصة أن المعلم المتميز سوف يلعب دوراً إيجابياً في حياه الطلبة ويرفع تحصيلهم الدراسي ويجعلهم مبتكرين في المستقبل، حيث يمتلك المعلم المبتكر وسائل تزيد من قدرته على توصيل المعلومة للطالب والتأثير فيه من خلال الأساليب التعليمية التي يقدمها لهم.