نجحت دولة الإمارات، على الرغم من ظروف جائحة «كوفيد 19»، في التقدم على دول مثل الولايات المتحدة، وفنلندا، وكندا، ولوكسمبورغ، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، لتظل بذلك الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي حجزت موقعها ضمن نادي العشرة الكبار لخمس سنوات متتالية، منذ انضمامها لقائمة العشر الأوائل في عام 2017، وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2021، الذي يصدر عن أحد أهم المؤسسات المتخصصة على مستوى العالم في هذا المجال. 
 
ووفقاً لنتائج التقرير لهذا العام، تبوأت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في 22 مؤشراً، فيما حلّت ضمن المراكز الخمسة الأولى عالمياً في 62 مؤشراً، وضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً في 120 مؤشراً، من إجمالي 335 مؤشراً تناولها التقرير هذا العام.
 
منهجية
 
ويعتمد تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية في منهجيته على الاستبيانات التي يتم جمعها بنسبة الثلث وعلى الإحصاءات والبيانات التي توفرها الدول بنسبة الثلثين، ويرتكز التقرير في تصنيفه للدول التي يشملها، على أربعة محاور رئيسية تشمل: (الأداء الاقتصادي، والكفاءة الحكومية، وكفاءة الأعمال، والبنية التحتية) والتي يندرج تحتها 20 محوراً فرعياً تغطي 335 مؤشراً تنافسياً في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والتشريعية والإدارية والاجتماعية.
 
ريادة
 
وتصدرت الإمارات الترتيب العالمي في 20 مؤشراً في التقرير، حيث حلّت في المركز الأول عالمياً في كل من مؤشرات، ريادة الأعمال، وغياب البيروقراطية، والأمن المعلوماتي، وقدرة سياسة الحكومة على التكيّف مع المتغيرات العالمية، ونمو صادرات الخدمات التجارية، وموازنة التجارة (كنسبة من إجمالي الناتج المحلي).
 
ومرونة قوانين الإقامة، وانتقال طلبة التعليم العالي إلى داخل الدولة، ومدى دعم قيم المجتمع للتنافسية، والقدرة على استيعاب الحاجة للتحسينات الاقتصادية والاجتماعية، ووفرة كبار المديرين المختصين، وكذلك مؤشرات القوانين البيئية، وتوفّر العمالة الماهرة، وقلّة النزاعات العمالية، ونسبة الإناث في البرلمان، والعديد من المؤشرات الأخرى التي يقوم عليها تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2021.
 
كما تميز أداء الدولة في المحاور الرئيسية للتقرير، حيث حلّت في المركز الثالث عالمياً في محور الكفاءة الحكومية، وفي المركز الثامن عالمياً في محور كفاءة الأعمال، والمركز التاسع عالمياً في محور الأداء الاقتصادي، كما حافظت على المركز 28 في محور البنية التحتية.
 
قفزات
 
وسجلت الدولة كذلك قفزات متميزة في تقرير هذا العام عن العام الماضي في العديد من المؤشرات في التقرير، حيث صعدت إلى المركز الأول عالمياً في مؤشر نمو صادرات الخدمات التجارية، محققة قفزة بلغت 28 مرتبة دفعة واحدة عن تقرير العام الماضي.
 
كما تبوأت المركز الأول عالمياً في مؤشر موازنة التجارة، بقفزة بلغت 15 مرتبة، وفي مؤشر المرونة والقدرة على التكيّف مع المتغيرات العالمية جاءت الدولة في المركز الرابع عالمياً محققة تقدماً بسبع مراتب، وحققت الدولة المركز الرابع عالمياً في مرونة الشركات، لتتقدم بمرتبتين عن تقرير العام الماضي، كما قفزت في مؤشر نمو عدد مستخدمي الإنترنت 26 مرتبة دفعة واحدة لتحل في المركز التاسع عالمياً، كما حققت نسبة إيرادات السياحة تقدماً بلغ 8 مراتب بحصول دولة الإمارات على المركز التاسع عالمياً في هذا المؤشر.
 
تجدر الإشارة إلى أن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، يُعتبر مرجعاً مهماً للعديد من المؤسسات الدولية الأخرى التي تعتمد على هذا التقرير في إجراء دراساتها ونشر تقاريرها، كما تعتبره العديد من المؤسسات الأكاديمية مقياساً مهماً لتحديد أفضل الممارسات الدولية.