يعتبر متحف المستقبل معجزة هندسية فريدة من نوعها من حيث الشكل والتصميم والمضمون، حيث يمتد على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً ويتألف من 7 طوابق ويتميز بعدم وجود أعمدة داخله، ما يجعل من تصميمه الهندسي علامة فارقة في مجال الهندسة العمرانية، واختارت «ناشيونال جيوغرافيك» متحف المستقبل ضمن أجمل 14 متحفاً على مستوى العالم، مما يعكس ريادة دولة الإمارات في الابتكار والإبداع وتصميم وصناعة إنجازات هندسية ومعمارية فريدة من نوعها.
ويعد متحف المستقبل من أكثر المباني تطوراً في العالم، بدءاً من تصميمه الفريد وطابعه المختلف والمتجسد بروعة الخطوط العربية المنقوشة عليه، وصولاً إلى استخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في عمليات الإنشاء، كما يعتبر المتحف نقطة مهمة يقصدها السياح والمبدعون من شتى أنحاء العالم، ليصبح منصة علمية يجتمع فيها الخبراء وصنّاع القرار والرواد في مجال الابتكار لمناقشة تجاربهم وأفكارهم، وهو دليل آخر على الخطى الثابتة التي تتجه بها الإمارات نحو المستقبل.
ويرتبط المتحف بجسرين، يمتد الأول إلى مباني جميرا أبراج الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً، وتتم تغذية المتحف بـ4000 ميجاوات من الكهرباء التي تم إنتاجها عبر الطاقة الشمسية، من خلال محطة خاصة متصلة بالمتحف تم بناؤها بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، مما سيجعل المتحف أول متحف في الشرق الأوسط يحصل على الاعتماد البلاتيني للريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة (لييد)، وهو أعلى تصنيف للمباني الخضراء في العالم.
وتحتضن الحديقة المحيطة بالمتحف 80 نوعاً وفصيلة من النباتات، مزودة بنظام ري ذكي وآلي على أحدث مستوى، وتتكون واجهة المتحف من 1024 قطعة فنية مصنعة بالكامل عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه، حيث تم إنتاج ألواح الواجهة باستخدام أذرع آلية مؤتمتة في سابقة هي الأولى في المنطقة. ويتألف كل لوح من 4 طبقات، وهناك 16 خطوة عملية لكي يتم إنتاج لوح واحد. وتم تركيب وتثبيت كل لوح على حدة، حيث استمرت فترة تركيب الواجهة الخارجية أكثر من 18 شهراً.
ويتميز المتحف بتصميمه البيضاوي الفريد الذي يحاكي أهدافه الرامية إلى استضافة أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا والتصاميم المعمارية، وبتكلفة إنشاء بلغت 500 مليون درهم، كما ستتغير المعروضات داخله كل 6 أشهر، ليبقى بذلك متماشياً مع التغيرات التكنولوجية العالمية.
أهمية متحف المستقبل في دبي
وعلاوة على القيمة السياحية والثقافية التي يقدمها هذا المتحف الجديد في دبي، فإنه أيضاً سيكون محطة رئيسية لاستضافة المؤتمرات التقنية والعلمية الدولية، حيث تم تنظيم فعالية في المتحف تحت إشراف مؤسسة دبي للمستقبل، ضمن القمة العالمية للحكومات عام 2016.
ويركز المتحف على مستقبل قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتأثيرها على حياة الإنسان، كما ويوفّر المتحف لروّاده تجربة تفاعلية فريدة من نوعها تمكّنهم من إلقاء نظرة ثاقبة على مستقبل هذا القطاع.
أقسام متحف دبي للمستقبل
ويوفر متحف المستقبل في دبي بيئة علمية مجهزة بأفضل الوسائل والأدوات لتحفيز الأشخاص على الابتكار وإيجاد حلولٍ للتحديات التي قد تواجه المدن الذكية المستقبلية، إذ يضم متحف الإمارات الجديد مختبراتٍ للابتكار في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل، بالإضافة إلى مختبرات خاصة لاختبار الأفكار.
يضم المتحف منصة لاستعراض واختبار إبداعات الشركات التقنية الرائدة عالمياً، كما ينقسم المتحف إلى 3 أجزاء رئيسية، حيث يركز القسم الأول على قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي ومدى تأثيرها على تحسين القدرات الذهنية للإنسان، ويسلط القسم الثاني الضوء على العلاقة بين الإنسان والروبوت، كرعاية الروبوتات لكبار السن.