بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي (أم الإمارات)، وصلت الطفلة السورية شام 9 سنوات وشقيقها عمر 12 سنة مع ستة أفراد من أسرتهما لتلقي العلاج في مدينة برجيل الطبية بعد أن مكثوا 46 ساعة تحت الأنقاض إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 نوفمبر الماضي حيث وجهت سموها بعلاج عدد من المصابين داخل الدولة، وتوفير أقصى درجات الرعاية الصحية خلال تواجدهم في الدولة.
ووفق ما صرح به بشار عليق ابن عم المصابين وزوج شقيقتهما الكبرى، كانت شام الشيخ محمد تعيش مع أسرتها في الطابق الأرضي في بناية مكونة من 5 طوابق انهارت بعد الهزة الأولى مباشرة، كما انهارت البنايات المجاورة وتراكمت الأنقاض الضخمة على المنزل الأمر الذي أدى إلى صعوبة الوصول إلى الناجين في البناية بسبب تراكم الأنقاض، وظلت شام واسرتها حوالي 46 ساعة تحت الأنقاض، وعندما سمع المنقذون صرخات الناجين تمكنوا من استخراجهم وبدأوا بإخراج الأبنة الكبرى منتهى وكانت بحالة جيدة وبعد مدة أخرجوا عمر وكانت حالته صعبة، وبسبب الحديد الكثيف وأعمدة الأسمنت استغرق إخراج الطفلة شام وقتا طويلا بسبب ضغط الكتل الاسمنتية والحديد على أطراف قدميها ويديها.
وأضاف أن منتهى عندما خرجت من تحت الأنقاض أخبرت أفراد الدفاع المدني بأن والدها وأسرتها لا يزالون على قيد الحياة في الطرف الثاني من المنزل، ولم تكن تعلم أن والدتها وشقيقتها مها كانتا قد فارقتا الحياة، وبالفعل بدأ أفراد الدفاع المدني يكثفون من عمليات البحث وتم نقل الجميع إلى المستشفى، وبدأت الحالة الصحية لعمر وشام تتكشف عندما همّ الأطباء ببتر ساق عمر رفض والده وطلب نقلهما إلى مستشفى خاص وبذل الأطباء مجهودا كبيرا لإسعاف عمر وتلافي عملية البتر، وأخبر الأطباء بأن العملية المقبلة سيتم خلالها ترميم القدم وتلافي البتر بنسبة 80%.
وتابع أما الطفلة شام التي ظهرت إعلاميا بصورة مكثفة اهتمت جميع وسائل الإعلام بحالتها الصحية فكانت حالتها صعبة للغاية وفق أراء الأطباء، وبعد فترة تم التنسيق مع وزارة الصحة السورية والصحة التركية ونقل شام إلى تركيا بعد أن أخبروا عمي بتجهيز فريق طبي متخصص لمتابعة شام وعند الوصول إلى انطاكية تم فحصها وطلبوا نقلها إلى أضنة وتفاجئنا بوجود زحام شديد بالمستشفى المحولين إليه خاصة قسم العظام بسبب تزايد أعداد مصابي الزلزال، إلى أن تم تحويلنا على إسطنبول وإجراء عمليات تنظيف الجروح والعمليات الأخرى، إلا أنهم طلبوا منا ضرورة إجراء عمليات بتر ولم نوافق على عملية البتر أيضا.
وأضاف بشار بأن المستشفى بعد رفض عملية البتر طلبوا تحويل المصابين إلى سوريا أو إلى أي دولة أخرى ترغب في علاجها وبالفعل تواصلت معنا مستشفيات أمريكية وأوروبية وغير ذلك ولكن لم تكن لدينا القدرة للسفر أو التنقل، كنا نريد أن يتم نقلنا من تركيا في أسرع وقت ممكن، وهذا مافعلته دولة الإمارات حيث جاء إلينا القنصل الإماراتي إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل وأكد لنا بأن كل شيء جاهز لنقل شام وشقيقها وأسرتها إلى الإمارات لتلقي العلاج وبالفعل تم توفير طائرة خاصة من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ومستشفى برجيل لتنقلنا فجرا إلى هذا هذا البلد المضياف.
وفي مهمة استغرقت 12 ساعة، غادر الفريق الطبي المكون من أطباء ومسعفين مساء الثلاثاء وعاد إلى أبوظبي مع المرضى صباح الأربعاء، وعند الوصول نقلوا على الفور وذويهم إلى مدينة برجيل الطبية الواقعة بمدينة محمد بن زايد وتوفير السكن اللازم للمرافقين.
وتحظى الطفلة شام وشقيقها عمر برعاية فائقة في مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، وأكد ناصر سيف الريامي، الرئيس التنفيذي للعمليات والتشغيل بالمدينة الطبية بأن حالة شام وشقيقها عمر مستقرة بعد إجراء عملية جراحية عاجلة ستعقبها عمليات أخرى.
وقال:" بناء على توجيهات القيادة الرشيدة بدأت العمليات الجوية التابعة للهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع برجيل القابضة في نقل الطفلة الطفلين عبر طائرة خاصة من العاصمة التركية إسطنبول، في مهمة استغرقت 12 ساعة تضم فريق الطبي مكون من أطباء ومسعفين وبمجرد وصولهم للدولة نقلوا على الفور وذويهم إلى مدينة برجيل الطبية الواقعة بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي لتلقي العلاج اللازم وتوفير كافة أشكال الدعم لهم ولذويهم.
وأضاف الرئيس التنفيذي للعمليات والتشغيل أن الطفلة شام وشقيقها عانوا بالبقاء تحت الأنقاض في الزلزال الأخير الذي حدث في سوريا لفترة طويلة مما عرضهما لمتلازمة هرس الأطراف لانقطاع تروية الدم للأرجل.
وأوضح أن الطفلة شام وشقيقها سيخضعا لعدة عمليات جراحية من بعدها فترة تأهيل جسدي ونفسي مخصص، مؤكداً أن مدينة برجيل الطبية لديه قدرة استيعابية تزيد عن 400 سرير وعلى أهبة الاستعداد لاستقبال مزيد من الحالات الأخرى بناء على توجيهات القيادة الرشيدة لتقديم كافة أشكال الدعم الطبي والصحي لأي مصاب تأثر من زلزال سوريا وتركيا.
وتعليقًا على هذه اللفتة الإنسانية، قال الدكتور شمشير فاياليل، مؤسس ورئيس برجيل القابضة: "نشعر بالفخر للتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين عانوا كثيرًا من الزلزال الأخير، ونشكر القيادة على تكليفنا بمهمة إحضارهم إلى دولة الإمارات، وتزويدهم بالرعاية الطبية العالمية التي نوفرها هنا ".