بإمكانيات شبه معدومة تمكن طفل سوري في الـ15 من عمره من صنع رجل آلي «روبوت» كامل، قادر على تنفيذ عدة مهمات، من خلال استخدامه بقايا الأشياء ومخلفات محلات النجارة.

الوضع الاقتصادي السيئ للطفل القادم من القنيطرة بسبب الحرب والمقيم حالياً في منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق ضمن منزل صغير، لم يقف عائقاً في وجهه ولم يحبطه وتبع شغفه بمجال التكنولوجيا، فهوياته بدأت مذ كان بعمر العاشرة ولطالما قام بفك الألعاب وراقب طريقة توصيل الشرائط فيها وآلية عملها، وبدأ بصنع «روبوتات» صغيرة كانت تستهلك منه تجارب طويلة حتى يتمكن من الوصول للشكل الذي يريده، ويوضح عبدالباري البيضة طالب صف العاشر بمدرسة وهبة، أنه لم يتعلم من أحد الفيزياء ولا التوصيلات الكهربائية، وكل خبراته كانت بسبب التجربة والتكرار، وكان حلمه دائماً صنع «روبوت» كبير قادر على تأدية عدة مهمات، حتى نجح في صنع الروبوت الحالي، ويشرح عبدالباري بأن هذا «روبوت» يعمل على الطاقة الهيدروليكية ويعتمد على جهاز سلكي، وهو قادر على تحريك يديه وأصابعه ورأسه، كما يتحرك إلى اليمين واليسار، بالإضافة لحركته إلى الأمام والخلف، ويؤكد أنه لو تمكن من الحصول على دعم لنجح في تطويره أكثر وبرمجته، ولجعله يعمل لاسلكياً ويصبح مؤهلاً لمساعدة الناس، كما يمكن استخدامه في المطاعم لتنفيذ عدة مهمات.

«روبوته» الحالي يعمل كآلية الألعاب فهو ينفذ الأوامر التي تُعطى له من خلال أزرار جهاز تحكم بسيط للغاية موصول فيه، واللافت في تجربة عبدالباري بأن المواد المستخدمة فيها بسيطة للغاية لعدم قدرته على توفير مواد أفضل بسبب سوء الوضع المالي للأسرة، ويشرح بأن هذا الروبوت مؤلف من محركات وخشب وزيت هيدروليك، وكلها أشياء مكلفة ضمن إمكانياته المحدودة، ووصلت التكلفة لحوالي الـ200 ألف ليرة، وتمكن من تلقي مساعدة بسيطة من الأمانة السورية للتنمية، ولكنه يحلم أن يلقى شخصاً أو جهة تدعمه كي يتمكن من تنفيذ «روبوت» كبير، وأن تساعده الجهة الداعمة في توفير الأدوات الضرورية لتنفيذ العمل فضلاً عن مختبر، فهو ينفذ تجاربه كلها في منزله الصغير بظروف سيئة من انقطاع الكهرباء المستمر وغياب الإنترنت.