اتهم مصدر عسكري ليبي ما قال إنها ميليشيات مسلحة مرتبطة بأطراف سياسية تريد عرقلة الانتخابات، بمحاولة جر الجيش الوطني إلى مواجهات تؤدي إلى خرق وقف إطلاق النار في البلاد.

وأضاف في تصريحات لـ«البيان» أن الخميس الماضي بمنطقة الجفرة، وسط البلاد، قد تم التخطيط من قبل تيار الإسلام السياسي الساعي لنسف بنود خارطة الطريق، ولا سيما البند المتعلق بالاستحقاق الانتخابي المقرر للرابع والعشرين من ديسمبر.

وأبرز المصدر أن محاولات جر الجيش للمواجهة تكررت خلال الفترة الماضية، سواء من قبل الميليشيات أو من قبل الجماعات الإرهابية التي تدور في فلكها في وسط وجنوب البلاد، وهي جميعها تعمل في ذات الإطار ولذات الأهداف وضمن نفس المشروع، وهو المشروع الإخواني الذي لا ينتعش إلا في ظل الصراع والأزمات.

معتبراً أن الجيش لديه إمكانياته التي تسمح له بالكشف عن تلك المخططات وإفشالها قبل أن تصل إلى أهدافها المعادية لتطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة يختار من خلالها قيادته السياسية للمرحلة القادمة.

ووفق بيان صادر عن القيادة العامة للجيش الليبي فإنه: «في ليلة 8 يوليو الجاري تعرضت وحدات من اللواء 128 مجحفل التابع للجيش الوطني الليبي لهجوم من قبل أربع سيارات مسلحة شمال منطقة سوكنة بالجفرة، وانسحبت العصابة الإرهابية هاربة بعد أن واجههم رد مناسب من قبل اللواء».

وأضافت القيادة أن «هذا استفزاز واضح وصريح، ومتعمد يهدف إلى تصعيد المواجهة المسلحة وعرقلة وقف إطلاق النار» وتابعت «إن التكفيريين المتطرفين سعوا إلى توريط الجيش الوطني الليبي في اشتباكات من أجل اتهامه بتعطيل التسوية السلمية والوصول للاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر القادم الذي نتطلع إليه كما يتطلع إليه الشعب الليبي بفارغ الصبر»

وأكدت قيادة الجيش التزامها التام بمبادئ اتفاقية وقف إطلاق النار واحترام المساعي المحلية والدولية الرامية لإحلال السلام في بلادنا، مستطردة: «لكن في نفس الوقت، فإن أي استفزاز سيواجه بالقوة وبرد حازم، وسوف تستمر عمليات الجيش الوطني الليبي في محاربة الإرهابيين المتطرفين حتى يتم اجتثاثهم من كامل الأراضي الليبية».

وأكد العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن التنظيمات الإرهابية تحاول تجميع شتاتها في ليبيا لشن هجمات بدعم من تنظيم الإخوان، متابعاً «نجحنا في صد الهجوم الذي شنته جماعات إرهابية قرب الجفرة»، لافتاً إلى أن الجيش الليبي يتعامل مع الجماعات الإرهابية عبر الضربات الجوية والعمليات البرية، وفق تعبيره. 

ويشير المراقبون إلى أن محاولة استهداف الجيش وجره إلى الحرب في منطقة الجفرة، وسط البلاد، تم التخطيط لها نظراً للموقع الاستراتيجي المهم للمنطقة كبوابة للجنوب وكذلك لمناطق الحقول النفطية وكمنطقة فصل مرتبطة بسرت شمالاً، وهناك ميليشيات معروفة تحاول أن تكون قريبة منها لاستغلال أية ثغرة للدفع إلى حرب جديدة بهدف إعادة خلط الأوراق وعرقلة الحل السياسي.