تعيش محافظة مأرب أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة، مع استمرار ميليشيا الحوثي في حصار عشرات آلاف المدنيين بينهم أكثر من 17 ألف نازح كانوا قد فروا من جحيم الميليشيا إلى مديرية العبدية، وسط توقعات بأن تستمر موجة النزوح مع تكثيف الميليشيا قصف التجمعات السكنية بالصواريخ الباليستية والدبابات، فيما تشير التقديرات إلى أنّ 70 في المائة من النازحين الجدد من النساء والأطفال.
وأكّد صندوق الأمم المتحدة للسكان، أنّ نحو 44 ألف شخص نزحوا في محافظة مأرب منذ بداية الهجوم الواسع الذي تشنه الميليشيا منذ ثمانية أشهر، على مديريات صرواح، والرحبة، والعبدية، مشيراً إلى أنّ ما يقارب 4000 أسرة عالقة بسبب حصار الميليشيا لمديرية العبدية، إذ تدور مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والسلع الأساسية في المنطقة، مع عدم وصول المساعدات الإنسانية.
ومع تأكيد الصندوق الأممي، حاجة المديرية لإمدادات عاجلة تشمل الإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية الإضافية والمواد غير الغذائية والملابس وحماية المدنيين الذين ما زالوا محاصرين بين الخطوط الأمامية، توقّع وصول المزيد من المدنيين بسبب استمرار هجمات الميليشيا باتجاه شرق مديريات صرواح والرحبة والجوبة وحريب، حيث مواقع النازحين مزدحمة بالفعل وقدرات الاستجابة فوق طاقتها الاستيعابية.
ودفعت هذه التطوّرات بمنسّق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، لإطلاق دعوة للموافقة الفورية على وقف الأعمال العدائية في مديرية العبدية للسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة، وإجلاء المصابين. وقال إنّ تصعيد القتال في الأسابيع الأخيرة، لاسيّما في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، كان له تأثير مدمر على المدنيين الذين ما زالوا يتحملون وطأة الصراع في البلاد لأكثر من سبع سنوات.
وأعرب المسؤول الأممي، عن قلقه بشأن الوضع في مديرية العبدية، حيث أدى الوضع الأمني المتدهور إلى تقييد حركة الدخول والخروج من المنطقة لما يقدر بـ 35000 شخص بما في ذلك قرابة 17000 شخص من الفئات الأشد ضعفاً ممن لجأوا إلى هناك بعد فرارهم من النزاع في المناطق المجاورة. وأوضح أنّ هذا الوضع الذي لا يمكن تحمله، أدى إلى الحد من إيصال المساعدات المنقذة للحياة ومنع المرضى والجرحى من تلقي الرعاية الطبية، فيما أصبح توفير السلع الأساسية أمراً بالغ الصعوبة والخطورة.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة، أنّ 235 مدنياً قتلوا وجرحوا خلال الشهر الماضي، وهو ثاني أعلى حصيلة شهرية للضحايا في عامين، فيما أجبر القتال عشرة آلاف شخص على الفرار من منازلهم داخل محافظة مأرب خلال سبتمبر الماضي، وهو أعلى رقم شهري هذا العام. كما أدى القتال في بعض المناطق لتعطيل إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بما في ذلك الغذاء والأدوية، فيما يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية هذا العام، بما في ذلك 12.1 مليون شخص في أمس الحاجة للمساعدات.