حولت ميليشيا الحوثي أكتوبر الماضي إلى أكثر الشهور دموية في محافظة مأرب اليمنية، حيث قتل وأصيب أكثر من 119 مدنياً ليتجاوز بذلك عدد الضحايا المدنيين في الفترة ذاتها خلال العامين الأخيرين، كما سجل الشهر الجاري أكبر موجة نزوح تشهدها البلاد منذ بداية العام بأكثر من 70 ألف نازح.

ووفق بيانات وزعها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فإن الشهر الماضي كان أكثر الشهور دموية منذ سنوات في مأرب، حيث قتل أو جرح أكثر من 119 مدنياً بينهم أطفال خلال القصف والهجمات الصاروخية لميليشيا الحوثي على التجمعات السكنية في حين نزح جراء هذا التصعيد أكثر من 70 ألف شخص من جنوب وغرب المحافظة بعد أن استهدفت الميليشيا التجمعات السكنية والمخيمات التي كانوا نزحوا إليها في السابق لينضم هؤلاء إلى ما يزيد على مليون نازح في مأرب هربوا من القتال في أجزاء أخرى من اليمن.

وذكرت كبرى المنظمات الإغاثة الدولية أنه وخلال شهر أكتوبر وحده، تم تسجيل أكثر من 54 حادثة عنف مسلح أثرت على المدنيين في مأرب وحولها، مما أدى إلى سقوط أكثر من 119 ضحية مدنية - بزيادة تزيد على 230 في المئة في الخسائر المدنية المسجلة في شهر واحد لعام 2021 في المنطقة.

مستوى قياسي

وأمام هذه الأرقام الصادمة، قال المجلس النرويجي للاجئين إن عدد الضحايا المدنيين المبلغ عنهم في مأرب خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بلغ مستوى قياسياً، حيث بلغ عدد الإصابات والوفيات حوالي 170 - أي أكثر من 151 تم تسجيلهم خلال عامي 2019 و 2020 مجتمعين.

وقالت المديرة القطرية للمجلس في اليمن، إيرين هاتشينسون إن «بعض المدنيين اليمنيين الأكثر ضعفاً في مأرب معزولون الآن عن المساعدة المنقذة للحياة وهم يتعرضون أيضًا للهجوم. ارتفع عدد الضحايا المدنيين في مأرب، بمن فيهم الأطفال، إلى مستوى قياسي».

وأضافت: «في هذه اللحظات المأساوية، نناشد جميع الأطراف ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى العائلات التي هي في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك حوالي مليون يمني انتقلوا إلى هناك من أجزاء أخرى من البلاد على أمل العثور على الأمان.

يعيش الكثير منهم في مواقع مزدحمة تفتقر بشكل شبه كامل إلى المياه النظيفة والمراحيض والمرافق الصحية. ودعت جميع الأطراف إلى تجنيب المدنيين والتأكد من أنه يمكننا الاستمرار في الوصول إليهم بالمساعدات المنقذة للحياة. كما ندعو المجتمع الدولي إلى توفير التمويل الموعود لإبقاء اليمنيين على قيد الحياة في ساعة الحاجة هذه».