يضيء اسم الإمارات في كل أرض ومحفل، يتلألأ عطاؤها المستمر في قارات العالم شاهداً على رحلة متميزة من مساعدة الشعوب والإسهام في نموها وتطورها طوال خمسة عقود. تظل الإمارات نبراس الخير لكل الناس تقدم مساعداتها وتفزع في كل ملمة وواقعة دافعها خدمة البشرية في مواجهة صعابها وتحدياتها. تطوي الإمارات صفحة 50 عاماً مضت في ميادين البذل والعطاء والتنمية والإيثار، وتستشرف المستقبل برؤية شاملة مرتكزها الإنسان نماؤه ورفاهه وعي دؤوب لا ينقطع من أجل غدٍ أفضل. وتقديراً لدور الإمارات وأياديها البيضاء أقدمت الكثير من دول العالم على حفظ الود وتذكر العرفان بإطلاق اسم الإمارات وقيادتها الرشيدة على شوارع ومستشفيات ومنشآت أخرى.
يمتد حضور الإمارات في اليمن على كل خريطة البلاد في تنوّع بين المشاريع التنموية والأعمال الإنسانية، بما يعكس العلاقات الوثقة ضاربة الجذور في أعماق التاريخ بين الشعبين الشقيقين، والتي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير القيادة الرشيدة على نهجه.
وتتوزع الشوارع التي تحمل اسم الشيخ زايد على مختلف مناطق اليمن، فيما يقف سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه شاهداً على بروز دور الإمارات التي سارعت في العام 1982 عندما تضرر اليمن من الفيضانات التي جرفت الأراضي الزراعية والممتلكات في محافظة مأرب، إلى تخصيص ثلاثة ملايين دولار بشكل عاجل لمنكوبي الفيضانات، وتم بعد ذلك التوقيع على اتفاقية بناء سد مأرب الجديد على مسافة من السد التاريخي، إذ أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن إعادة بناء السد ستجنب البلاد كوارث طبيعية أخرى، كما أنه سيكون إحياء لتاريخ العرب القديم وحضارته التي كان سد مأرب القديم أحد مظاهرها. وقدمت الإمارات في 1984 أموالاً إضافية لمواصلة العمل في بناء السد، وقبل نهايته وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حجر الأساس للمشروع قبل أن يفتتحه بعد ذلك بعامين. ولم يتوقف دعم الإمارات من أجل استكمال بناء السد، ولهذا تم في نوفمبر 2002 في صنعاء توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع السد بتكلفة 87 مليوناً و820 ألف درهم على نفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الخاصة.
يقف مستشفى الشيخ زايد للأمومة في صنعاء شاهداً على الحضور الإماراتي الإنساني في اليمن، والذي بلغت تكلفة إنشائه 10 ملايين دولار.
وإلى الشرق من صنعاء في الطريق إلى مأرب وسدها التاريخي العظيم، يقف شارع الشيخ زايد الممتد من جولة مأرب في الجزء الشرقي من المدينة حتى آخر حدود صنعاء، فيما أطلق اسم الشيخ زايد على أحد الشوارع الرئيسية في مدينة الحديدة عرفاناً بدور الإمارات في دعم وتنمية اليمن.
إغاثة متضررين
وفي حضرموت، تبرز مدينة الشيخ خليفة السكنية للمتأثرين من السيول التي اجتاحت المحافظة خلال السنوات الأخيرة، خير شاهد على خارطة انتشار الحضور الإماراتي وتنوعه، إذ تتكون المدينة من 607 وحدات سكنية موزعه بين وادي وساحل حضرموت ومزودة بخدمات البنية التحتية من طرق وشبكة كهرباء ومياه تعمل بالطاقة الشمسية. وأسهمت المدينة في تخفيف معاناة المتأثرين بتوفيرها ظروف حياة أفضل للأسر المستفيدة.
ووصل دعم الإمارات ومشاريعها التنموية إلى محافظة أرخبيل جزيرة سقطرى، إذ تم إنشاء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والذي يحتوي على غرف للعمليات الكبرى والصغرى والعناية المركزة وأقسام للنساء والولادة والأطفال الخدج والطوارئ، منها غرفتا عمليات وغرفة للعناية المركزة وأقسام النساء والتوليد والأطفال، وزود بتجهيزات ومعدات طبية متطورة، ومبنى للعيادات الخارجية وآخر للإدارة.
ويأتي متنزه الشيخ زايد بجبل صبر في تعز وفي أعلى قمم المدينة على ارتفاع 2150 متراً والذي أنشئ على نفقة الشيخ زايد، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تنهبه الميليشيا وتحوله لثكنة عسكرية وتطرد منه لاحقاً، لتستهدفه بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة بشكل شبه يومي ما ألحق به أضراراً واسعة.