حقق اليمن تقدماً مهماً في مكافحة ثلاثة أمراض مدارية، حيث تمكن من القضاء على داء الفيلاريات، ويستعد للحصول على شهادة براءة بالقضاء على الجذام، ويواصل جهوده للقضاء على العمى خلال العامين المقبلين.

وذكر تقرير للبنك الدولي أن اليمن أحرز تقدماً في مكافحة الأمراض المدارية المهملة، ففي عام 2019 تم القضاء على داء الفيلاريات اللمفي. كما ويجري حالياً إصدار شهادة إدارية بالقضاء على الجذام في اليمن، فيما تبذل الفرق الفنية جهداً دؤوباً للقضاء على العمى الناتج عن العدوى، كالرمد الحبيبي (التراخوما) بحلول 2024 والعمى النهري بحلول 2030.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أدهم رشاد إسماعيل عبد المنعم، إنّ هذا التقدم مشجع، ويُعد بادرة تنمّ عن إمكانية القضاء على البلهارسيا كإحدى مشكلات الصحة العامة في اليمن في السنوات الخمس المقبلة، لكنه ربط بين بلوغ هذا الهدف واستمرار دعم الشركاء.

وخلال الحملة الجماعية الأخيرة تم استهداف نحو 860 ألف طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6 و19 سنة (سواء مقيدين في المدارس أم لا) في سبع محافظات تقع في جنوب اليمن وشرقها، وهي: أبين وحضرموت/‏المكلا وحضرموت/‏سيئون ولحج ومأرب وشبوة وتعز. وإجمالاً فقد شملت الحملة 37 مديرية و373 رئيسَ فريق و1070 مشرفَ فريق و2140 موزعَ أدوية، وتم الوصول إلى أكثر من 80% من السكان المستهدفين.

الحملة نفذت بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم ومركز التثقيف الصحي التابع لوزارة الصحة العامة والسكان باليمن. وأُعدت خطط محلية فنية وإحصائية، وتنفيذ دورة تدريبية للمدربين، وإقامة ورش عمل لموزعي الأدوية ورؤساء الفرق المسؤولة عن منشآت العلاج الثابتة والمتنقلة. وأجرى فريق خارجي متابعة مباشرة للأنشطة ومقابلات مع نحو 4 آلاف شخص ينتمون إلى 1000 أسرة معيشية تم اختيارها عشوائياً.

واستهدفت تلك الحملة عدد 2.4 مليون شخص في 3300 موقع في 32 مديرية في سبع محافظات في شمال اليمن، وشارك فيها 6700 موزع أدوية، حيث تم توزيع نحو 4.8 ملايين قرص برازيكوانتيل و 2.4 مليون قرص ألبيندازول. ومن المقرر تنفيذ المزيد من الحملات الجماعية لمكافحة الديدان الطفيلية المنقولة عن طريق التربة والبلهارسيا خلال العام المقبل، مع زيادة الاستثمارات لتحسين مشاركة المجتمعات المحلية من أجل الوصول إلى أكثر من 80% من السكان المستهدفين في المستقبل.