ذكرت إحصائية لمنظمة إغاثة عالمية أن مخابز ومطاعم صنعاء تلتهم نحو 900 ألف شجرة في السنة بسبب النقص الحاد في الوقود، حيث أجبر الناس والمطاعم والمخابز على قطع الأشجار لاستخدامها كحطب للطهي، وقد تم اقتطاع خمسة ملايين شجرة خلال ثلاث سنوات.
وفي تقرير لمنظمة الإغاثة الإسلامية فإنه تم قطع أكثر من 5 ملايين شجرة منذ عام 2018، في ظل قطع أكثر من 889 ألف شجرة سنوياً لتزويد المخابز والمطاعم في العاصمة صنعاء وحدها بالوقود، إذ ازداد الطلب على الأخشاب، وتسبب في موجة من إزالة الغابات، ما يتسبب بآثار مدمرة على المدى الطويل. وأدى ارتفاع معدلات البطالة إلى لجوء مزارعين سابقين لم تعد أراضيهم صالحة للزراعة إلى قطع الأشجار لإعالة أسرهم.
ووفق ما جاء في التقرير، فإنّ منازل اليمنيين وسبل عيشهم ليست الأشياء الوحيدة التي تُفقد بسبب تغير المناخ. فالحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي أدت أيضاً إلى إهمال النظم الزراعية.
ونقل عن عمار ناجي وهو أحد المسؤولين في منظمة إغاثية القول: «سمعنا عن الناس الذين يحاولون كسب لقمة العيش من بيع الحطب لأنه ليس لديهم مصدر آخر للدخل»، ولكن الضرر الذي يلحقه هذا بالبيئة عميق، وبدون الأراضي الصالحة للزراعة والزراعة، سيفقد الناس المزيد من سبل عيشهم ويعانون من انعدام الأمن الغذائي. وأضاف إنه من أجل وقف إزالة الغابات، يجب أولاً الاتفاق على إنهاء الصراع لكي يتاح لليمنيين الحصول على الوقود.
اختفاء التدابير
ووفقاً للتقرير، تم التخلي عن تدابير حماية الغابات والأراضي الحرجية، وأجبر بعض الطيور على الهجرة. كما أن إزالة الغابات تؤدي إلى تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، واستنزاف مصادر مياه الشرب الآمنة. ولأن الملايين من الناس على شفا المجاعة وسوء التغذية منتشر، فإن العديد من العائلات لا تعرف من أين تأتي وجبتهم التالية. ويتعرض الناس والماشية لخطر الموت بسبب نقص المياه والأعلاف، كما أن تقلص تغطية الأراضي الصالحة للزراعة يحرم أولئك الذين يعتمدون عليها من وسيلة ثابتة لإعالة أنفسهم وأسرهم.
ولأن 75% من سكان اليمن يعيشون في مناطق ريفية ويعتمدون بشدة على الظروف المناخية المستقرة للحفاظ على سبل عيشهم، فإنه بدون ذلك، تحدث عمليات نزوح داخلي في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ومع انقضاء سبع سنوات من بدء التصعيد الخطير في النزاع، أصبح الوضع في البلاد يائساً بشكل متزايد.