تعاظمت فرص السلام في اليمن بصورة غير مسبوقة مع الاقتراب من تمديد وتوسعة الهدنة القائمة اليوم والتي ستنهي ستة أشهر من توقف المعارك، وبدء مسيرة السلام برعاية الأمم المتحدة وبموقف دولي موحد مساند لتلك الجهود، حيث انخفضت معها أعداد الضحايا إلى أكثر من النصف وتمكن الآلاف من المغادرة إلى الخارج للحصول على العلاج وفرص العمل والتعليم ويتهيأ الشارع اليمني للحصول على مكاسب إضافية.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، ذكر أن ما لمسه من روح تعاون من قبل أطراف الصراع فإنه واثق من التوصل إلى اتفاق جديد لتمديد الهدنة وتوسعتها مع انتهاء التمديد القائم اليوم في الثاني من أكتوبر المقبل، وأكد أن هناك التزاماً قوياً من المجتمع الدولي بتمديد الهدنة ولكنه طالب أطراف النزاع بأن تكون مطالبهم واقعية، مبيناً أن المسألة المهمة التي يود المجتمع الدولي رؤية تقدم فوري فيها هي قضية دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في مناطق سيطرة الحوثيين.

إشادة

وفي الاتجاه ذاته، أشاد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، بالتعاطي الإيجابي من جانب المجلس الرئاسي والحكومة مع الجهود الرامية لتثبيت الهدنة، وإحياء مسار السلام في اليمن، بما في ذلك القرارات الاستثنائية بتسهيل دخول المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، فيما تؤكد مصادر سياسية يمنية أن المجتمع الدولي يقترب من إبرام اتفاق جديد للهدنة اقترحه مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غرودنبورغ، والذي يتضمن إلى جانب تمديد الهدنة وتسليم رواتب الموظفين إضافة رحلات تجارية جديدة من مطار صنعاء إلى ست عواصم عربية جديدة، وتشكيل لجان اقتصادية وسياسية إلى جانب اللجنة العسكرية المشتركة.

مرحلة سلام

هذه المواقف تزامنت وتأكيد الحوثيين وللمرة الأولى بأن المرحلة الآن هي مرحلة سلام، وإن كرروا مطالبهم برفع الرقابة على تهريب الأسلحة عبر موانئ الحديدة وتوحيد الموارد المالية وتحمل الحكومة مسؤولية دفع رواتب الموظفين المقطوعة منذ ستة أعوام، وفي المقابل أعاد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي التأكيد على موقف الحكومة الداعم لجهود تمديد الهدنة وتوسعتها، وأبلغ المسؤولين الدوليين الذين اجتمع بهم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التزام المجلس الرئاسي والحكومة الثابت من قضية السلام والهدنة القائمة، وفي المقدمة ضرورة إلزام الحوثيين بفتح طرق تعز، والمحافظات الأخرى، ودفع مرتبات الموظفين من عائدات موانئ الحديدة، والإفراج عن كل السجناء والمحتجزين.

تعهدات

شهدت الساحة اليمنية انفراجه مهمة فيما يخص إنقاذ السفينة صافر، حيث أعلنت الأمم المتحدة تلقي تعهدات والتزامات كافية لتنفيذ عملية الإنقاذ الطارئة للناقلة التي ترسو قبالة سواحل الحديدة. وبعد نحو عامين على بدء مساعي إفراغ حمولتها التي تزيد على مليون برميل من النفط الخام، حيث أشادت وزارة المياه والبيئة بالجهود الناجحة التي بذلتها المنظمة الدولية، والتي من خلالها ستسهم في تفادي كارثة بيئية ستكون هي الأسوأ منذ قرون. وينتظر أن تبدأ العملية مع حلول أكتوبر المقبل.