مع استمرار تعنت الحوثيين وتمسكهم بالشروط التعجيزية للقبول بتمديد الهدنة، يخشى اليمنيون من فقدان المكاسب التي تحققت خلال فترة الهدنة السابقة.
وتجدد القتال بصورة ستكون أعنف من ذي قبل، ومعها ستزداد معاناة 21 مليون مدني يعيشون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الأممية.
مصادر حكومية وأخرى سياسية أعادت التأكيد على استمرار تعنت الحوثيين أمام المرونة التي تظهرها الحكومة الشرعية والتحالف، وقالت لـ«البيان» إن الوسطاء الدوليين والإقليميين مستمرون في مساعيهم لتجاوز العقبات التي وضعها الحوثيون أمام إبرام اتفاق جديد للهدنة مدته ستة أشهر على الأقل.
ونبهت إلى أن اشتراط الحوثيين الحصول على نصيب من عائدات النفط والغاز لا يزال يشكل عقبة رئيسية أمام إبرام الاتفاق، والتقدم في مسار التسوية في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية.
من جهتها، حضت الولايات المتحدة، التي تشارك في جهود تجديد الهدنة، الحوثيين على التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة، والاستجابة للدعوات القائمة من أجل إنهاء الصراع وإحلال السلام في اليمن.
وقالت إن عليهم الاستماع إلى الدعوات اليمنية للعدالة والمساءلة والسلام، وأكدت أن اليمنيين يستحقون تحديد مستقبل بلدهم. وفي بيان للخارجية الأمريكية ذكرت أن مبعوثها الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بدأ جولة جديدة في المنطقة بهدف دعم جهود السلام المتواصلة في اليمن، التي تقودها الأمم المتحدة، ودعم الأطراف اليمنية للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة وتوسيعها.
ومع تأكيد الولايات المتحدة أن «التوصل إلى وقف إطلاق النار الدائم والتسوية السياسية الشاملة بقيادة يمنية هو السبيل الوحيد للتقدم إلى الأمام في إنهاء الصراع، وعكس الأزمة الإنسانية الرهيبة في اليمن»، جددت واشنطن التزامها بدعم الجهود الرامية لإنهاء مستدام للصراع المستمر منذ نحو ثماني سنوات، وشددت على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام شامل لجميع اليمنيين، بما في ذلك مطالب تحقيق العدالة والمساءلة.
وحذر مراقبون من أن فشل الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانز غروندبرغ والوسطاء الدوليون والإقليميون في إقناع الحوثيين بالموافقة على تجديد الهدنة، وأن استمرار خروقات الحوثيين في أكثر من جبهة، من شأنه أن يدفع باتجاه عودة القتال، لكنهم نبهوا إلى أن عودة المعارك لن تكون كسابقاتها، بل ستقضي بشكل نهائي على المكاسب التي تحققت للمدنيين خلال الأشهر الثمانية الأخيرة.
وحسب هؤلاء فإن أقصر الطرق لتجنب مأساة إنسانية أشد من تلك التي حدثت في السنوات الثماني السابقة يتطلب ضغوطاً دولية فعلية على الحوثيين لإرغامهم على مغادرة مربع التعنت، والقبول بتمديد الهدنة، خصوصاً بعد موافقة الجانب الحكومي على توسيع مكاسب المدنيين من خلال صرف رواتب جميع موظفي الدولة.