أكدت الفنانة التشكيلية الإماراتية هند مزينة، خلال افتتاح معرضها أرض العجائب، أول من أمس، إن معالم دبي وروحها تمثل حالة ملهمة للفتانين والمبدعين.

ويسلط المعرض الذي افتتح في مركز تشكيل الضوء على الفروق الدقيقة والعناصر غير الملحوظة حتى الآن في النسيج الحضري، والتي تجسد بيئة دائمة التغير، وهو المعرض الفردي الأول للفنانة هند مزينة، الذي يعد المحصلة الثانية عشرة لخريجي برنامج الممارسة النقدية منذ انطلاقه في العام 2014، اكتسبت خلاله إحساساً مختلفاً تجاه مدينتها دبي، بعد أن اضطرت لكبح جماح شغفها بالسفر خارجاً خلال فترة الحجر المنزلي التي أجبرتها على البقاء في المدينة لفترة طويلة لم يسبق أن قضتها منذ سنوات، للتعمق في مواضيع الذاكرة الجماعية، ومفهوم التراث، وطريقة تمثيل دبي والإمارات في وسائل الإعلام.

ويعد عملها تطويراً مستمراً لما تصفه بـ «علم الآثار المرئي» من خلال البحث والملاحظة وجمع الذكريات والحفاظ عليها تحت إشراف ومتابعة الكاتبة والمخطط الاستراتيجي ومستشارة التصوير الفوتوغرافي بيغي سو أميسون.

شرعت التشكيلية الإماراتية هند مزينة في البداية بالتركيز على 10 سنوات من الممارسة الشخصية، والنماذج الفنية التي لم تعرف طريقها إلى الحلّ خلال السنوات القليلة الماضية. ولكنها قررت تغيير مسارها لاستكشاف تأثير الجائحة في دبي، المدينة المتسمة بسرعة الحركة والتطور، حيث وثقت بالتصوير الفوتوغرافي والأفلام توقف كثير من مظاهر الحياة بفعل الجائحة العالمية في دبي.

تجارب حقيقية

في السياق، تقول الفنانة هند مزينة التي تخرجت في منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين، إن معرض «بلد العجائب» بمثابة تجسيد وتأمل لمدينتي التي تجمع الوطن والمغترب في آن معاً، فطالما وجدت دبي خيالية وبعيدة عن الواقع نوعاً ما، إلا أنني وسعياً وراء تجارب «العالم الحقيقي» كنت أفضل دوماً السفر، ومع إعلان الحجر الصحي في أنحاء العالم، وإغلاق الحدود أمام السفر الدولي وبعضها لا يزال مغلقاً حتى الآن، امتدت إقامتي في دبي لتبلغ الفترة الأطول منذ سنوات عدة.

وكانت النزهات الطويلة سيراً على الأقدام أو في السيارة طريقتي لاستكشاف المدينة خلال فترة الجائحة، ومن خلال المعرض أتطلع إلى الخروج عن مفهوم الألفة الذي غالباً ما يكون خانقاً ومزعجاً من خلال تبني ما يشبه موضوعية الطرف الثالث تجاه المكان «وطني»، ونظراً للعواقب غير العادية التي خلفتها جائحة «كوفيد 19» وتأثيرها في مدينة دبي من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والصناعية.

نسيج حضري

تعتقد هند التي عملت العديد من المشاريع التي تم تكليفها بها، وأعمالها هي جزء من مجموعة الإمارات العربية المتحدة غير المحدودة ومؤسسة الشارقة للفنون، أن المعرض في المجمل يسلط الضوء على الفروق الدقيقة والعناصر غير الملحوظة حتى الآن في النسيج الحضري، والتي تجسد بيئة دائمة التغير؛ بدءاً من المخلفات المنسية للتقدم المستمر، ووصولاً إلى تفوق قوة الطبيعة الاسترجاعية على المساعي البشرية. وفي خضم الفراغ المرعب، تقف عوامل التشتيت المحسنة والأشياء المصطنعة خاوية مثل أرض المعارض المنسية، مجردة من المعنى، حيث يتباطأ زخم الطموح الذي لا يلين.

تفاصيل غائبة

وأشارت هند التي شاركت في العديد من المعارض في الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك بينالي الشارقة الثالث عشر: «تماوج» 2017، وأخيراً في معرض آفاق فن أبوظبي: الفنانون الناشئون 2020، إلى أن رغبتها في تصوير تلك اللوحات الفارغة قادتها إلى السير في ممرات جديدة، واكتشاف أبعاد جديدة في المدينة.

ترجمة الصور

هند التي تعتبر أيضاً كاتبة ومنسقة أفلام ومؤسس المدونة «ذا كالتشريست» والمؤسس الشريك للمدونة الصوتية بودكاست «تي ويذ كالتشر»، ترى أنها بدأت تنجذب خلال فترة الجائحة إلى المساحات الخضراء ليلاً، وبالطبع وجدت إحدى درجات اللون الأخضر التي تبدو أكثر تألقاً وغنى لدى استخدام فلاش الكاميرا مع الأخذ بعين الاعتبار ترجمة الصور من خلال حجمها وطابعها المادي.