لا شك أن ثقافة العناية بالجمال قديمة راسخة في المجتمعات والحضارات المختلفة. ومن المؤكد أن لهذا الأمر، في كل عصر وزمان، سمات وأساليب تتناغم مع طبيعة الوقت وضرورات وقيم المجتمعات، وهي أيضاً تتفاوت في مستويات دقتها وتفاصيلها، ذلك كما تؤكد الدكتورة فريدا طنوس . استشارية الامراض الجلدية والتجميل غير الجراحي والليزر، والتي تحكي في حوار مع «البيان»، عن أبرز الطرائق الآمنة لاهتمام المرأة الحامل ببشرتها.
ضرورة وحرص
تلفت د. فريدا طنوس، بداية، إلى أن أهم وأولى الركائز في هذا المجال، تقوم على ضرورة حرص المرأة الحامل على استشارة طبيب الجلدية، المتخصص فور اكتشافها حملها، فحينها من الطبيعي أن تتغير طبيعة حياتها وأنماطها بالكامل، ومن بين ما سيشمله ذلك تغير في نظام عنايتها ببشرتها، فالأم الحامل تتخوف من استخدام أي نوع من الكريمات، وهذا صحيح وضروري، وهناك بالفعل مجموعة أنواع يجدر تجنبها في فترة الحمل والرضاعة، ولكن هذا الأمر لا يعني أن جميع الكريمات لا يمكنها استخدامها، حيث هناك مجموعة من الكريمات الآمنة.
وتستعرض طنوس، قائمة بعدد من المكونات التي يجدر على المرأة الحامل أن تتجنب وضعها على بشرتها: هناك مجموعة مواد ومكونات لا بد للمرأة الحامل من تجنب وضعها على بشرتها، وهي: ريتينويد، وريتينول وأي من مشتقات الفيتامين أ، كما يجب تجنب استخدام مادة هيدروكينون، ومادة بنزويل بيروكسايد وأيضاً حامض ساليسيليك بنسبة تتجاوز 2%.
تغيرات
وتشرح طنوس أهم المشكلات التي ربما تعانيها المرأة الحامل في بشرتها جراء التغيرات الهرمونية قائلة: من المؤكد أن هذه المرحلة حساسة، وفيها من المرجح أن تعاني الأم التي كانت لديها مشكلات الحبوب والبثور الملتهبة قبل الحمل، زيادة في تلك البثور والإفرازات الدهنية وحبوب الشباب في مناطق الوجه أو الظهر أو أعلى الصدر والكتفين. وهذه من المشكلات الشائعة لدى الأمهات الشابات من الفئة العمرية من 20 إلى 30 سنة، ولكنها قد تحدث أيضاً في أي عمر آخر.
وتتطرق د. فريدا طنوس، إلى المشكلة الأبرز والأخطر التي تعانيها معظم الأمهات الحوامل، مبينة أسبابها، والتي تتمثل بالزيادة في تصبغات البشرة نتيجة فرط إفراز مادة الميلانين في الطبقة الأولى من طبقات الجلد، وفي الوجه، إذ تعرف هذه الصبغة البنية باسم «كلف الحمل» والتي تظهر على أعلى الخدين ومنطقة وسط الجبهة وكذلك فوق الشفاه، وقد تصيب أيضاً مناطق مختلفة من الجسم، ويمكن أن يكون العامل الوراثي السبب الأساسي في ظهور هذه التصبغات.
وتتطرق أيضاً إلى مشكلات أخرى يحتمل أن تواجه الأمهات الحوامل في الفئة العمرية التي هي أكبر قليلاً من السابق ذكرها، إذ تتمثل بمشكلة جفاف البشرة الشديد، وعادة ما تكون المعاناة منها لدى سيدات يعانينها أصلاً قبل الحمل، فهؤلاء معرضات أكثر للإصابة بأنواع مختلفة من حساسية الجلد وخاصة في فترة الحمل. وتضيف طنوس: هناك أيضاً التشققات أو التمددات الجلدية التي قد تحدث نتيجة زيادة حجم الجسم.
إذ من الممكن أن تظهر تشققات الجلد في أي جزء من أجزاء الجسم. وكذلك يعد التوسع في الأوعية الدموية وزيادة تكسر الشعيرات الدموية في العديد من الأماكن في الجسم بجانب حدوث (الدوالي) في الساقين، خامسة هذه المشكلات المحتملة.
نصائح
كما تقدم د. طنوس، باقة نصائح للمرأة الحامل للعناية بالبشرة، لتهتم بنفسها وببشرتها، وذلك عن طريق الالتزام بروتين عناية خاص يشمل:
أولاً: تنظيف الوجه بغسول مناسب.
ثانياً: الالتزام بواقي الشمس المناسب لبشرة المرأة الحامل.
ثالثاً: ترطيب البشرة، إذ إنه أمر ضروري أثناء الحمل، ويجب استخدام كريم مرطب خاص مناسب لعمر الأم الحامل وبشرتها. كما يجدر الالتزام بوضع «سيروم» طبي مخصص لحل المشكلة على البشرة.
رابعاً: شرب كمية كبيرة من المياه أثناء الحمل، وهذه العملية مهمة جداً.
خامساً: اتباع نظام غذائي صحي.
سادساً: الحصول على قسط كافٍ من النوم. سابعاً: تجنب استخدام مستحضرات العناية بالبشرة غير الآمنة في فترة الحمل، فبعض المستحضرات يحتوي على مكونات قد تؤثر على الحمل وتلحق الضرر بالجنين.
ثامناً: الابتعاد عن جلسات التقشير الطبية أثناء فترة الحمل، إذ هناك أنواع من التقشير لا تناسب المرأة الحامل، وعموماً، وبالرغم من فعالية هذه الجلسات، إلا أنه يفضل تأجيل الخضوع إليها إلى فترة ما بعد الولادة.
احتياطات
تدرج د. فريدا طنوس، جملة من المحاذير والإجراءات والاحتياطات اللازمة التي تكفل أمن وسلامة المرأة في فترة الحمل، وبينما تستعمل مواد أو تستعين بوسائل لحماية بشرتها، إذ تقول: من الثابت والقطعي أنه على الأم الحامل تجنب جميع المواد الكيميائية و«الماسكات» الجلدية والإجراءات الطبية والحقن التي لم يتم التثبت منها تماماً.
كما يفضل أخذ الحذر من المكونات التي تستطيع اختراق طبقات الجلد والوصول إلى الأوعية الدموية، وبالتالي الوصول إلى الجنين، إلا أن العديد من المنتجات الطبيعية والجلسات الطبية والليزر لا تؤثر سلباً في الحمل، وهنا يفضل استشارة الطبيب المختص.