أصبحت تربية الحلزون عملاً يتسم بجدية كبيرة للمزارع اندرياس غوغوموك، الذي يفخر بتحديث تقليد يعود إلى فترة تولي أسرة هابسبورغ الحكم في النمسا، بعدما كانت هذه الممارسة بدايةً بمثابة مزحة له.
ويربي أندرياس في مزرعته "فينر شنيكين" سنوياً 300 ألف حلزون، وهي حيوانات تنتمي إلى الرخويات، ليستخدمها في الأطباق المبتكرة التي يقدّمها مطعمه المجاور.
يقول المزارع وهو يضع قبعة ويرتدي قميصاً رُسمت عليه الصدفة الخاصة بالحلزون مصحوبة بعلامة القرون، لوكالة فرانس برس "نشأت في هذه المزرعة القديمة وتعيش عائلتي فيها منذ 300 سنة".
وفي إحدى المرات، قرأ أندرياس، الذي كان يعمل في مجال الكمبيوتر، مقالاً يتحدث عن طاه مشهور في فيينا يقدّم الحلزون ضمن قائمة أطباق مطعمه، وقرر المزارع أن يخوض تجربة تربية الحلازين بهدف التسلية. وسرعان ما انخرط أندرياس في هذا العمل، وأجرى أبحاثا خلص فيها إلى أن فيينا كانت "العاصمة الفعلية" للحلازين، رغم أن فرنسا الأكثر شهرة في هذا المجال.
في النمسا ذات الغالبية الكاثوليكية، اعتاد السكان على استبدال اللحوم المحظورة خلال الصوم والمناسبات الدينية المختلفة بالحلازين، على ما يوضح أندرياس. لكنّ هذا التقليد أصبح مع مرّ السنين منسياً.
غذاء المستقبل
في معرض دفاعه عن المطبخ النمساوي التقليدي، يشير المزارع المتحدر من فيينا والبالغ 48 سنة إلى أنه تردد بداية في إدخال الحلازين إلى أطباقه، لأنها غير معروفة على نطاق واسع وليست شهية للبعض.
وبهدف جذب الأشخاص وإثارة اهتمامهم بالحلازين، نظّم اندرياس ندوات ومهرجانات ومشاريع أخرى صغيرة خاصة بتربية الحلازين لا تزال قائمة منذ تلك المرحلة.
أما حالياً، فيشهد مطعمه، الذي يقترح في قائمته سبعة أطباق، حجوزات كاملة للأسابيع الثمانية المقبلة، على ما يوضح اندرياس وهو يقف أمام صورة تظهر أجداده على مدخل المطعم.
يربي أندرياس ثلاثة أنواع من الحلازين، تلك الخاصة بمنطقة بورغون الفرنسية ونوع مسمى "هيليكس أسبيرسا أسبيرسا" وثالث معروف باسم "هيليكس أسبيرسا ماكسيما". وتنمو هذه الحلازين تحت ألواح وسط غطاء نباتي غني.
ويعتبر أنّ الحلازين تشكل "غذاء المستقبل" لأن تربيتها تتطلب مواد محدودة (حبوب وكالسيوم)، بالإضافة إلى الماء والتربة. هذا فضلاً عن أنّ تحويلها إلى أطباق يقتصر على خطوة واحدة، فطبق الحلزون يمكن أن يُحضر مباشرة أو تُسلم هذه الحيوانات إلى مطاعم راقية في النمسا، على ما يوضح هاوي الملاكمة هذا الذي يتحدث أيضا عن غنى الحلازين بالبروتينات.
يقدم المطعم الخاص به الحلازين بأشكال متعددة، فإما تُضاف إلى النقانق او تشكل زينة لمشروبات الكوكتيل أو ضمن طبق "الحلزون والبطاطا المقلية"، هذا بالإضافة إلى الطبق التقليدي الذي يُستخدم فيه الثوم والبقدونس.
وارتاد باتريك فيلزماير، وهو أحد زبائن المطعم، المكان للمشاركة في نشاط تذوّق الأطباق بحضور مصنّعي نبيذ من فيينا على وقع الموسيقى الإلكترونية. ويستذوق فيلزماير، وهو موظف في أحد المصارف يبلغ 33 سنة "الطعم المميز للحلازين التي توفر مزيجاً من النكهات الخاصة بالجوز والحلويات واللحوم". ويقول "إنّها صغيرة لكن تعطي شعوراً بالشبع".
تربية الحلازين.. تقليد نمساوي قديم يزدهر في #فييناhttps://t.co/VLwNxUZwmK#البيان_القارئ_دائما pic.twitter.com/TbTgxgH0xB
— البيان الاقتصادي (@AlBayanBusiness) June 28, 2022