Al Bayan
today-time03 شوال 1446 هـ ، 1 أبريل 2025 م
prayer-time

عصير البرتقال يمر بفترة مريرة والأسعار تواصل التراجع

سوزانا سافيدج

انخفضت أسعار العقود الآجلة لعصير البرتقال وسط تراجع الطلب على مشروب الإفطار المفضل، بعد أن ابتعد المستهلكون عن هذا المشروب الباهظ الثمن. وانخفضت أسعار العقود الآجلة لعصير البرتقال المركز، المتداولة في بورصة إنتركونتيننتال بنيويورك، إلى النصف منذ بداية العام، حيث انخفضت من 5.26 دولارات للرطل في يناير، إلى أقل من 2.50 دولار في الأسابيع الأخيرة.

ويمثل هذا الانخفاض انعكاساً حاداً عن العام الماضي، الذي شهدت فيه العقود الآجلة لعصير البرتقال ارتفاعاً هائلاً إلى مستويات قياسية، حيث أدى الجفاف الشديد وأمراض المحاصيل إلى تدمير المحاصيل في البرازيل، أكبر مُصدّر في العالم. وصرح هاري كامبل، المحلل في شركة إكسبانا لتحليل السلع، قائلاً: «انخفض الطلب بشكل حاد» مع وصول تأثيرات ارتفاع الأسعار إلى المستهلكين. وأضاف: «حركة بيع عصير البرتقال بطيئة كثيراً في المتاجر الكبرى». وأضاف إن أحد المنتجين في أوروبا أخبره أنه عندما يوصلون عصير البرتقال إلى السوبر ماركت، يجدونه قد يبقى على الرف لفترة طويلة... وهذا يوضح مدى خطورة الوضع.

ويتراجع إقبال المستهلكين ليس بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة لضغط العرض فحسب، بل أيضاً بسبب ضعف جودة العصير، حيث تُنتج الأشجار المصابة بالأمراض ثماراً ذات مذاق مُر، وقد أجبر النقص العاملين في مجال عصر البرتقال على أن يكونوا أقل انتقائية. قال أندريس باديلا، المحلل في رابوبانك: «إذا كان مذاقها أكثر مرارة قليلاً، فإن ذلك سيُفاقم مشكلة (الطلب)». «مع قلة التوافر، كان على العاملين في صناعة عصر البرتقال أخذ كل برتقالة تصل؛ مما أدى إلى انخفاض الجودة - إذا لم يكن لديك المخزون، فلا يمكنك حقاً مزج ذلك في (فاكهة) ذات جودة أعلى». عادة ما يستطيع المصنعون التغلب على الاختلافات في النكهات من موسم لآخر عن طريق مزج مخزونات عصير البرتقال المجمد - والتي يبلغ عمرها الافتراضي عامين - من الموسم السابق مع المحصول الأحدث. لكن ثلاث سنوات متتالية من تناقص العرض أدت إلى استنفاد المخزون.

وانخفض طلب التجزئة على عصير البرتقال المُعاد تكوينه - والذي يستخدم عصيراً مركزاً مجمداً - بأكثر من 16 في المئة في الولايات المتحدة على مدار الموسم الحالي، وفقاً لمزودة البيانات نيلسن. وقال مركز الدراسات المتقدمة للاقتصاد التطبيقي في البرازيل هذا الشهر، إن نسبة السكر إلى الحموضة في البرتقال انخفضت إلى ما دون المستوى الأمثل للعصر، مما أثر سلباً على جودة العصير.

بالإضافة إلى ذلك، أثرت زيادة الليمونين - وهو مركب مُر ناتج عن الحصاد غير المنتظم - على المنتج النهائي. وقد قللت المرارة المتزايدة من جاذبية عصير البرتقال البرازيلي، لا سيما في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقاً لـ مؤسسة «سيبيا». وإلى جانب انخفاض الطلب، أدى توقع زيادة محصول البرتقال في البرازيل إلى انخفاض أسعار الموسم المقبل، الذي يبدأ في يوليو.

ويقدر بنك رابوبانك أن البرازيل ستنتج حوالي 20 % أكثر في الموسم المقبل من الموسم الماضي، خصوصاً بعد تحسن هطول الأمطار هذا العام. وقد شهد السوق توسعاً مفرطاً بعد ارتفاع الأسعار أواخر العام الماضي، حيث تدفق المستثمرون على أمل الاستفادة من نقص العرض المتوقع، وفقاً لباديلا. ومع تحسن توقعات الحصاد المقبل للبرازيل، بدأ المضاربون في التخلي عن مراكزهم، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة هذا العام. وقال باديلا: «لقد أدى المركز (الطويل) الكبير الذي اتخذه التجار إلى تفاقم الارتفاع، وهم الآن يفرون من السوق مع تغير الظروف». ويقول المحللون إنه حتى مع انخفاض الأسعار، من غير المرجح أن ينتعش الطلب بسرعة.

ولا يزال العديد من تجار التجزئة، بما في ذلك محلات السوبر ماركت، ملتزمين بعقود أبرمت خلال فترة ارتفاع الأسعار. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار شراء عصير البرتقال، وفقاً لهاري كامبل من إكسبانا. ونتيجة لذلك، وبينما انخفض سعر عقود عصير البرتقال الآجلة، فقد ظلت أسعار التجزئة مرتفعة. وأوضح كامبل: «لا يزال تجار التجزئة ملتزمين بتلك الأسعار المرتفعة، ولذلك لم تنخفض أسعار التجزئة لديهم». ويحول هذا الوضع دون أي تحسّن فوري بين المستهلكين، لذلك يبقى الطلب منخفضاً، حيث تظل الأسعار على الرفوف أعلى من قيمتها السوقية الحالية. وأضاف إنه «عموماً، الوضع حرج للغاية» بالنسبة للقطاع.