Al Bayan
today-time10 ذو القعدة 1446 هـ ، 8 مايو 2025 م
prayer-time

المؤسسات الخيرية المناخية الأمريكية في مهب عاصفة ترامب

كينزا بريان - ديفيد بايلنغ - أماندا تشو

تخشى المؤسسات الخيرية الأمريكية والمنظمات غير الربحية المعنية بتغير المناخ من أن فقدان وضعها كمؤسسات معفية من الضرائب في ظل إدارة ترامب قد يعرض برامجها للخطر.

وتزايدت المخاوف من أن إدارة ترامب بصدد إعداد أمر تنفيذي عشية «يوم الأرض» الأسبوع الجاري، بإنهاء إعفاء هذه المنظمات من الضرائب. وتعد هذا خطوة منطقية تالية للأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب في يناير الماضي ويستهدف البرامج الحكومية «للعدالة البيئية» ومصروفاتها.

كما يأتي ذلك عقب تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أنشطة الحكومة الفيدرالية ذات الصلة بالتعامل مع التغير المناخي.

وأفاد كثير من موظفي المؤسسات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وكذلك المنظمات غير الربحية، بأنهم يتوقعون إنهاء إدارة ترامب للإعفاءات الضريبية التي يتمتعون بها في المشروعات المرتبطة بالإنفاق في الخارج أو تلك التي تركز على العدالة المناخية أو العرقية.

وتزايدت احتمالات هذا الأمر منذ هدد الرئيس دونالد ترامب، في الأسبوع الماضي، بإلغاء الإعفاء الضريبي الذي تتمتع به جامعة هارفارد.

وتستفيد المؤسسات والجمعيات الخيرية الخاصة، بما في ذلك كثير من الجامعات والكنائس، من وضع «501 سي 3» في النظام الضريبي الأمريكي، الذي يعفيها من سداد بعض الضرائب وتسمح للمانحين بالحصول على تخفيض ضريبي نظير مساهماتهم، لكنه مع ذلك يحد من أنشطتهم السياسية.

وقال بعضهم إنهم بدأوا في تعديل صياغة اللغة المستخدمة على مواقعهم الإلكترونية، لاعتقادهم أن المسؤولين الحكوميين كانوا يفحصون محتواها بحثاً عن أي إشارة إلى التغير المناخي.

وأوضح موظف في إحدى المجموعات الخيرية الأمريكية الكبرى أن المنظمة حاولت منذ شهر يناير الماضي إعادة صياغة كافة الكتابات المتعلقة بالأعمال المرتبطة بالمناخ بحيث تكون من زاوية تتعلق بالأمن الغذائي، والصحة العامة، والنمو الاقتصادي.

وأضاف: «هناك مجموعة أشخاص في الكونغرس لا يعتبرون المناخ تهديداً، لذلك، بالتالي فإنهم لا يرون جدوى في إنفاق الأموال الخيرية المعفاة من الضرائب عليه».

وتعد مؤسسة «فورد»، ومؤسسة «جيتس»، ومؤسسة «روكفيلر»، وصندوق «بيزوس إيرث»، من المنظمات الأمريكية التي إما تتمتع بوضع «501 سي 3» أو تتلقى تبرعات من جهات تحظى بهذا الوضع ولديها برامج مرتبطة بالتغير المناخي، بحسب آخر الإقرارات التي تقدمت بها هذه الجهات.

وقال راجيف شاه، رئيس مؤسسة «روكفيلر» ولديها وقف تبلغ قيمته نحو 6 مليارات دولار، في بيان، إن التحدي الذي تواجهه المؤسسة يتمثل في كيفية «العودة إلى الأساسيات».

وفي مارس الماضي، أعلنت مجموعة «بريكثرو إنرجي» التي يمولها بيل جيتس تخفيض أعداد الموظفين والميزانيات المرتبطة بالسياسة العامة بشأن التغير المناخي، إلا أنها أفصحت عن أنها ما زالت ملتزمة بدعم الابتكار في مجال الطاقة المراعية للبيئة. وكانت مؤسسة «بريكثرو إنرجي» قد حصلت على وضع الإعفاء الضريبي عام 2021.

وفي الشهر الماضي، تقدّم دون جيبس باستقالته من مؤسسة «سكول»، التي تزيد أصولها على 800 مليون دولار، وكتب في منشور كتبه على منصة «لينكد إن» أن هناك «عالم جديد تماماً، حيث تغيرت العديد من الأمور التي بنينا نحن وغيرنا من العاملين في مجال العمل الخيري استراتيجياتنا حولها بشكل جذري».

ونوّه شخص على اطلاع بتفكيره، بأن جيبس شعر بالغضب من قرار جيف سكول، المؤسس، «بتخفيف» أعمال المؤسسة المتعلقة بالتغير المناخي، رغم أنه صرح بأن «هناك محاولات حثيثة لحماية العمل المناخي». من ناحيته، أغلق سكول في العام الماضي «بارتيسيبانت ميديا»، وهي شركة إنتاج أفلام تابعة له، ركزت على القضايا التقدمية وإحداث تغيير اجتماعي.

أما سكول، المانح السابق للحزب الديمقراطي، فقد حضر حفل تنصيب ترامب. ودعم في منشور على منصة «إكس» في فبراير الماضي، إخضاع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإشراف وزارة الخارجية. وبالنسبة لجيبس، الذي لم يرد على محاولات الاتصال به، فبيّن في منشوره أنه بحاجة إلى «وقت لاستكشاف محاور استراتيجية» لمساعدة المؤسسات الخيرية، مثل «سكول»، على «تجاوز هذه المرحلة».

وتأتي الضغوطات على المنظمات غير الهادفة للربح لتدقيق محتوى الاتصال بدقة، رغم مواجهتها طلبات متزايدة للمساعدة عقب التخفيضات بالغة الأثر لموازنة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأفاد شخص على صلة وثيقة بمؤسسة خيرية أمريكية: «ليس بإمكاننا ملء الفراغ حتى وإن قمنا بتصفية جميع أصولنا».

وأشار بول باز إي مينيو، المدير المساعد لدى «أمازون واتش»، وهي مجموعة لحماية الغابات المطيرة وتتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها وتأسست في عام 1996: «سيكون الأمر مرعباً للغاية».

وأضاف: «لن يكون بإمكاننا تنظيم أنفسنا من دون الوضع غير الربحي، ودون القدرة على جمع التمويل والموارد». واستطرد أن أي قرارات لإلغاء وضع الإعفاء من الضرائب سيكون جزءاً من «نهج متعدد الاتجاهات لإحباط المعارضة».