إذا كنت ممن ترهبهم مناظر الدماء، فنصيحة لا تحاول مشاهدة فيلم الرعب جيجسو «Jigsaw» الذي يحمل في الإخراج بصمات الأخوين الاستراليين سبيريغ، فأشكال الموت والدماء تفيض من كافة جنبات الفيلم، الذي تدور أحداثه حول 5 ضحايا محاصرين وسط غرفة ربطوا بسلاسل حديدية حول أعناقهم، تجرهم نحو جدار مثبت فيه مناشير مقطعة.
وللتخلص من ذلك يطلب منهم الاعتراف وبذل بعض الدماء، وفي الوقت نفسه، نتابع وقوع جرائم قتل غامضة في مختلف أنحاء المدينة، كل واحدة منها ارتكبت بطريقة بشعة، لتبدو كأنها لغز محير لمن يتولون التحقيق فيها، لتشير أصابع الاتهام إلى شخص «جون كرامر» الملقب بـ «جيجسو» الذي أطل في الجزء الثالث من سلسلة «سوا».
والمفترض أنه ميت أصلاً، كما أظهرت الأجزاء السابقة، ليظل السؤال المحير كيف عاد للحياة.
شخصيات
يعد هذا الفيلم الجزء الثامن في سلسلة «سو» (Saw) التي بدأت في 2004، وتتميز بكونها لا تقوم أصلاً على قصة محددة، وإنما تعتمد على ابتكار الشخصيات الدموية التي تستخدم أساليب مختلفة في القتل والتعذيب، لذا فليس غريباً أن تصاغ حكاية الفيلم على شكل «لعبة دموية»، فمن الواضح بأن ما نشاهده فيه لا يعتبر شيئاً جديداً، بالنسبة للسلسلة نفسها، التي عرضت كل ما هو مثير وغامض ما بين الجزأين الأول والثالث.
حتى الآن، يمكن وصف أداء الفيلم على شباك التذاكر بالجيد، بعد تحقيقه لإيرادات تجاوزت حاجز 79 مليون دولار، مقارنة مع ميزانيته البالغة 10 ملايين دولار، ما يبرر أن صناعته تمت لهدف مادي بحت، وليس لإثراء سينما الرعب، فكل ما جاء فيه لا يمكن إدراجه تحت صفة الغموض.
وإن كانت أشكال القتل فيه فريدة، فالفيلم لم يُعد لإخافة الجمهور، بقدر ما هو لسحب المال من الجيوب، ما يبرر إعادة احياء شخصية «جون كرامر» والذي يعد «كرتاً رابحاً» بالنسبة للمنتج.
لقطات
عدم تقديم الفيلم لأي أحداث جديدة، لا يعني أنه لم يقدم بصورة جميلة، فطريقة تصويره رائعة، فلقطاته تبدو أكثر وضوحاً وحرفية مقارنة مع الأجزاء السابقة، في حين أن أداء الممثلين كان جيداً، رغم أن شخصياتهم في القصة غير مثيرة للاهتمام، ما يشير إلى أن الأخوين الاستراليين سبيريغ، لم يسعيا إلى تقديم عمل سينمائي محترف، رغم أنه معروف عنهما بأنهما مخرجان محنكان.
حيث سبق لهما أن قدما فيلمي (Daybreakers) و(Predestination)، وهما بالفعل تحفتان سينمائيتان.