تصاعد الجدل بين الخبراء بعد أن وصف عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس ادعاءات فريق بحثي إيطالي باكتشاف "مدينة تحت الأرض" أسفل أهرامات الجيزة بأنها "غير علمية" و"أخبار كاذبة".
الفريق، المكون من البروفيسور كورادو مالانجا من جامعة بيزا، وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد، وعالم المصريات أرماندو مي، أكد مجددًا ثقته بنتائجه، مدعيًا وجود أنفاق وغرف على عمق 2000 قدم تحت هرم خفرع.
الاكتشاف المثير والرد الرسمي
أعلن الفريق الإيطالي في دراسة أولية عن اكتشاف "أسطوانات رأسية" و"سلالم حلزونية" تؤدي إلى ما يشبه نظامًا متقدمًا للمياه أو غرفًا تحت الأرض، مما دفعهم إلى التكهن بوجود هياكل قديمة متطورة، إلا أن الدكتور حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار المصري ووزير الآثار السابق في مصر، نفى هذه الادعاءات بشدة، قائلاً: "وزارة السياحة والآثار لم تسمح لأي جهة بالعمل في المنطقة، وهذه الادعاءات لا أساس لها علميًا"، وفقا لموقع ladbible.
الفريق يُصرّ على صحة نتائجه
ردًا على الانتقادات، كشف الباحثون عن مزيد من التحليلات، زاعمين أن لديهم "ثقة تزيد على نسبة 85%" بصحة اكتشافهم، مشيرين إلى أن الهضبة بأكملها – بما في ذلك أهرامات خوفو ومنقرع وأبو الهول – قد تخفي هياكل مماثلة.
واستخدم الفريق تقنية الرادار المخترق للأرض (GPR) لرسم خرائط تحت السطح، مدعومة بـ"خوارزميات متخصصة" لتحديد التجاويف والأنفاق.
ووفقًا للتقارير، تتجمع هذه الأسطوانات في تشكيلات مكعبة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 80 × 80 مترًا. وقال مالانجا، الباحث بجامعة بيزا، في بيان ترجم إلى الإنجليزية: "عند تكبير الصور المستقبلية، سنكتشف ما يمكن وصفه فقط بمدينة حقيقية تحت الأرض".
كما أشارت الدراسة إلى احتمالية وجود "قاعة السجلات الأسطورية" تحت الهرم، والتي يُعتقد أنها تحوي وثائق نادرة عن مصر القديمة وحتى عن قارة أطلانتس المفقودة.
وأوضح الفريق أنهم استخدموا نبضات الرادار لمسح المنطقة تحت الهرم، ثم حولوا الإشارات المرتدة إلى موجات صوتية مكّنتهم من رسم خريطة للهياكل التحت أرضية. وأضاف مالانجا: "هرم خفرع ثقيل جدًا ويتطلب أساسًا متينًا ليدعمه، وإلا لانهار. البيانات التي حصلنا عليها متسقة وتستبعد أي تفسير خاطئ".
تفاعل المجتمع العلمي
في حين أن الدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، أيد بعض الخبراء، مثل البروفيسور لورانس كونيرز من جامعة دنفر، فكرة أن هضبة الجيزة قد تحتوي على هياكل غير مكتشفة، نظرًا لأهميتها التاريخية، لكنه شدد على ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات الميدانية.
من جهته، دعا الفريق الإيطالي إلى "مسوحات إضافية وتدقيق ميداني"، معترفًا بأن النتائج الحالية بحاجة إلى تأكيد. بينما يبقى السؤال: هل نحن على أعتاب كشف أثري جديد، أم أن الأمر مجرد ضجيج إعلامي؟