في الليلة الختامية لمهرجان الشارقة للأدب الأفريقي في دورته الأولى التي أقيمت من 24 حتى 27 يناير الجاري في المدينة الجامعية بالشارقة، استقطبت أمسية شعرية جمهور المهرجان من عشاق الشعر، عرباً وأفارقة، حيث احتضنت شعراء من الإمارات وأفريقيا معاً على المنصة نفسها، ليحتفوا بالحياة بكل ما فيها من جمال وتنوع وفن، كل بلغته وثقافته.
استهلت الأمسية الشاعرة النيجيرية المشهورة عالمياً ديبورا جونسون بقراءة قصيدة تحمل همّاً إنسانياً عالمياً، بأسلوب شعري مدهش، يذكرنا بإنسانيتنا المشتركة التي تتجاوز كل الحدود، وقرأت من نص معنون بـ«نحن لا يجرفنا الماء».
من جانبها قرأت الشاعرة النيجيرية مريم بكر حسن المعروفة في القارة السمراء بـ«ألحان الإسلام» قصيدة بعنوان «اكسر الأنماط القديمة» أطلقتها كصرخة للتغيير والتحرر من القيود المجتمعية القديمة التي تحد من إمكانات الأفراد، وخصوصاً نساء أفريقيا، بأسلوب شعري ملهم ومشحون بالعاطفة.
وبعد قصائد مشحونة بالألم والصرخات الإنسانية العالية، منح الشاعر الإماراتي محمد الحبسي جمهور مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي هدنة شعورية بقراءة قصيدة عن مشاعر الحب العميقة والعاطفة المتدفقة التي لا حدود لها، حيث يصور الحبسي شغفه وحبه بأسلوب شعري مليء بالصور الجميلة والعذوبة.
وبصوت رخيم يمس شغاف القلب، ويرشق فيه سهامه الجميلة مباشرة، قرأت الشاعرة النيجيرية وانا أودوبانغ نصاً مدهشاً تحتفي فيه بمطبخ أمها، حيث تتحول التفاصيل اليومية البسيطة في يديها للغة شعر مدهشة، وقرأت من نص بعنوان «الحساء الأبيض».
من جانبه قرأ الشاعر النيجيري دامي أجايي نصاً شعرياً عن الظلم، واللايقين، والهوية البشرية المقهورة.
في ختام الأمسية الشعرية، شارك الشاعر الإماراتي علي العبدان مع الجمهور العربي والأفريقي نصاً غزلياً حمل عبق العشق وجمال الكلمات، نابضاً بحساسية مرهفة وصور شعرية عذبة، كأنها لوحة شعرية مفعمة بالمشاعر، يتردد صداها بين الحلم والواقع.