من عمق التاريخ وإشراق المستقبل ترسم دبي لوحة فنية واقعية توقظ خيال المبدعين على تنوع مشاربهم، وتتداخل مع طقوسهم الإبداعية، التي تشكل البيئة إحدى مفرداتها الملهمة، وتلتقي روائح الماضي المفعمة بالتراث الأصيل وأصوات الحاضر المتناغمة مع روعة التجديد والابتكار، لتلتئم جميعاً في إبداعات الأدباء والفنانين، وتصنع حالة فريدة معبرة عن ملامح دبي، الإمارة الشاهدة على التاريخ والمطلة على المستقبل.
جغرافيا المكان
وأكد الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي لـ«البيان» أن البحر والصحراء والجبل والواحات والطبيعة تشكل جزءاً مهماً من جغرافيا المكان في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه المكونات المكانية تحضر دوماً بوصفها بيئة محفزة للإبداع.
وأوضح الجنيبي أن العمران المتطور أيضاً يسمح للبصر والخيال أن يرتقيا في عناصر بيئة خالقة للإبداع، وتقديم المختلف بجمال يعكس جمال المكان والزمان والإنسان، لافتاً إلى أن الأبراج الشاهقة تشكل عناصر إلهام لدى المبدع، الذي يلجأ إلى طقوس متنوعة، التي هي في حقيقتها استكشاف ذاتي للملاءمة والمواءمة، وصولاً إلى الحالة المثلى لاستخراج أفضل المضامين.
وقال، إن المبدع حينما يرى هذا الابتكار والتجديد في دبي على وجه الخصوص، وكيف أن الرؤية تخرج عن المألوف لتصل إلى مساحة جديدة بنظرة جديدة، يدعوه ذلك إلى النظر في ذاته، ومحاولة التماهي مع هذه المدينة المتطورة بكل ما فيها، منوهاً بأن دبي تسعى دائماً إلى الموازنة بين الماضي والحاضر.
عبق التاريخ
وأكد الفنان التشكيلي المصري سعيد بدر أن البيئة في الإمارات عموماً، وفي دبي خصوصاً، تتسم بمزيج من عبق التاريخ والحاضر الباهر والرؤية المستقبلية، مشيراً إلى أن قيادة دبي نجحت في الربط بين التراث القديم والتقدم التكنولوجي.
وأوضح بدر أنه عبر عن هذا التلاحم بين الأصالة والحداثة في أحد أعماله الفنية، الذي حمل عنوان «بوابة المدينة»، لافتاً إلى أن العمل كان عبارة عن كتلتين عموديتين متقابلتين، تفصل بينهما مساحة نفاذة.
وأضاف أن فكرة المنحوتة ترمز إلى بوابة مدينة على سطحها رسائل تمتد من الماضي مروراً بالحاضر، وصولاً إلى المستقبل، مؤكداً أنه شعر بسعادة غامرة عندما شارك بعمله هذا في «ملتقى دبي للنحت 2024»، الذي نظم في ديسمبر الماضي، وانعكست روح دبي على طبيعة إبداعه.