تميزت الحياة في المجتمع المحلي قبل ظهور النفط بالبساطة وتدني المستوى المعيشي لدى الشريحة الكبرى من السكان في المدن الإماراتية فضلاً عن القرى الزراعية الجبلية والبادية. ولقد كانت نسبة المصابين بعاهات في المجتمع آنذاك أكبر مما هي عليه اليوم دون شك، نظراً لانعدام الخدمات الصحية الحديثة، وبالتالي ندرة فرص التطعيم ضد الأمراض السارية، والاعتماد على الطب الشعبي البسيط، وضعف الوعي الصحي بشكل عام، وعدم وجود مؤسسات متخصصة تعنى بتأهيل المعاقين، ويمكننا تصنيف العاهات الشائعة في المجتمع المحلي قديما في ما يلي:
أولاً – الإعاقة الذهنية: تتمثل في التوحد وانخفاض مستوى الذكاء والإصابة بمتلازمة داون، والبلَه، والجنون ويطلق عليه اسم الخبال، وكان العامة يعتقدون بأن سبب بعضها هو مس الجن في الصغر. ويطلق على منخفضي الذكاء من باب المعايرة: الطُمَّة، الدِّعمِة، الصِّدِيمة، الدَّهدوهَة، البغّام.
أما المجنون فيسمى الخُبلة وخبيلة بالتصغير، والجمع خبايل وهي صيغة تشمل الجنسين.
ويسمى أيضا المينون والجمع ميانين وميَنَّن، وتصغيرها ميينين، والمؤنث مينونة.
ومن أبيات للشاعر أحمد بوسنيدة (ت 1920م):
(لي سال دمعي قلت يارب ذا النون لا اجعلتني شروات ليلى ومَينون)
وله أيضاً بصيغة التصغير:
(واجْسَمت لي يازينْ قلبي جِسِيمين وادعيتني شِبه المعَنَّى مْيينين)
ومما ورد في هذه الإعاقة من الأمثال: ماينشق الثوب بين عاقل ومينون، تْياوَز بمينونك عن ايِّيك أيَنّ منه.
- وهناك مصطلح عام يطلق على ذوي العاهات الشديدة التي تعوق المصابين بها عن العمل وتجعلهم عالة على ذويهم، وهو (عِطِيلة) على وزن جَميلة، أي طاقته معطلة.