عُرف الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بحكمة استثنائية، وعقلانية مذهلة في جميع المجالات، ولا سيما عند اتخاذه القرارات الفعالة، التي استندت إلى مبادئه الراسخة، وخبرته الواسعة في شؤون الدولة، وتحقيق رفاهية شعبه، فقد تميزت صناعة قراراته بأسلوب مدروس، يضاهي أفضل الممارسات المتميزة، والمعتمدة في إدارة الأعمال في الوقت الحالي، ولذلك وجب الحرص على الاستفادة من هذه المنهجية الرائدة، وتطبيقها في الشؤون اليومية، فهي بالتأكيد تعد مصدراً قيماً للإلهام والنجاح، كما سيسرد تالياً.
فقد داوم، طيب الله ثراه، على تحديد المرجعية الأساس قبل اتخاذ أي قرار، والتي تمثلت لديه في مبدأ العدل والمساواة لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي، فهو الذي قال: «شعبنا هو أغلى ثروة لدينا، وهو القوة الحقيقية، التي تقود التنمية والتقدم في بلادنا، لذلك يجب أن نعمل بكل جهد على توفير الرعاية والمساواة والفرص لكل فرد من أفراد المجتمع».
واعتمد الشيخ زايد الوضوح في تحديد المقاصد، فرؤيته تمحورت حول تحقيق التنمية الشاملة للإمارات، وتوجيه الموارد والثروات نحو خدمة الشعب وتحقيق سعادته، ويتجلى ذلك في ممارسته حيث قال: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب»، ويربط وجهته بضرورة الاحتفاء بالتاريخ والأصول والتعلم منهما لصناعة مستقبل أفضل للإمارات وشعبها، حيث يبين: «على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا، وعلى ماذا قاموا؛ لأنه من لا ماضي له ليس له حاضر ومستقبل».
وقد كان، طيب الله ثراه، يستكشف البدائل المتاحة الموصلة للنتائج المرغوبة بالتحليل والتفكير العميق، ويستشير بشأنها الخبراء والأطراف المعنية، حيث يوضح: «يجب أن ننظر إلى البديل قبل أن نقرر، ونستشير وجهات النظر المختلفة قبل أن نتخذ أي قرار»، ثم من أجل اختيار البديل الأفضل يشرح مساره حيث قال: «نحن نسعى دائماً لاختيار الطريق الأفضل والأكثر فعالية، ونواجه التحديات بروح الابتكار والإبداع، لأننا نؤمن بأن هناك دائماً بدائل أفضل لتحقيق النجاح»، فسلاحه كان التفكير الإبداعي للعثور على الحلول المثلى، التي تلبي طموحات المجتمع، وتحقق التقدم المستدام بكل جرأة وتحدٍ كما نفهم من التزامه، حيث قال: «يجب أن نكون دائماً متطلعين، ونسعى لتحقيق التقدم والتطور. عندما نواجه تحديات وصعوبات يجب أن نبحث عن البدائل، التي توفر لنا فرصاً أفضل للنجاح والتحسين».
بعد تحديد البديل الأفضل يشدد الشيخ زايد على وجوب الإنصات، وتفهم حاجات ورغبات أصحاب المصلحة، وضمان الاستعداد للمتغيرات بخطط احتياطية، كما نستنتج ذلك من ممارسته عندما قال: «التطلعات هي محرك التغيير، وعلينا أن نستمع إلى تطلعات الشعب، ونعمل على تحقيقها. عندما نقوم باتخاذ القرارات يجب أن نأخذ في الاعتبار مصلحة الجميع، ونسعى لتلبية تطلعاتهم».
وبمجرد توضح المسار نحو الهدف المراد يبدأ في وضع خطط مفصلة وواضحة، وذلك ضمن إطار عمل جماعي، يستند إلى التعاون المثمر، كما يفسر، طيب الله ثراه: «القرارات بحاجة إلى تخطيط وتنفيذ مدروس. يجب أن نحدد الأهداف بوضوح، ونضع خططًا واضحة لتحقيقها. العمل الجماعي والتعاون هما الطريقة الأمثل لتحقيق النجاح في تنفيذ القرارات».
ويراعي الأولوية في تسخير الموارد المتاحة عند تنفيذ الخطط، وعن ذلك ينوه: «عند وضع خطة لتنفيذ القرارات وتحقيق الأهداف، يجب أن نأخذ في الاعتبار الموارد المتاحة، ونحدد الأولويات. يجب أن نكون عمليين ومنظمين، ونستخدم الموارد بشكل فعال لتحقيق النتائج المرجوة».
وتتجسد القيادة الأبوية في أبهى حلة لها، من خلال تطبيق الشيخ زايد للمتابعة والمساءلة، حيث وضح منهجه بالقول: «إن المسؤولية أمانة في عنق القائد والمسؤول عن الأمة. إن الوزراء والمسؤولين مطالبون بالجد والإخلاص والتفاني في العمل، أما المقصر فيجب أن يلام أولاً ثم يعاقب في المرة الثانية، على أن تبتعد العقوبة عن الحقد».
لنتعلم من القائد العظيم، ونستوحي من خبرته الثمينة، لنصنع مستقبلاً استراتيجياً أفضل، ونحقق التفوق.