قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن رحلات الفضاء يفخر بها كل إنسان على وجه الأرض، لأنها تجسد الإيمان بالله وقدرته، ونحن نشعر كعرب بأن لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع وهذه الأبحاث، ونحن فخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء بفضل القواعد التي أرساها العلماء العرب منذ مئات السنين. ونأمل أن يعم السلام، ويدرك البشر مدى الأخطار التي تهددهم بسبب التناحر».

ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ورمز الحكمة والتطور في عالم القيادة، وراءه إرثاً استراتيجياً وعلمياً عظيماً يمتد حتى إلى أقاصي الفضاء. إنه الرجل الذي وجه جهوده نحو تحقيق التقدم والازدهار لشعبه والإنسانية جميعاً، لم يكتف بتوسيع حدود بلاده في المجال العلمي البري والبحري، بل مكن أبناء الوطن لاستكشاف علوم الفضاء.

تاريخ لقاء الشيخ زايد بفريق رحلة أبولو 15 إلى القمر في السبعينيات يشكل نقطة بداية مميزة في تراثه العلمي. وفي هذا اللقاء، التقى القائد العربي بأبطال الفضاء، حيث تبادلوا التجارب والأفكار حول استكشاف الفضاء وعمقوا الروابط بين علماء العرب ورواد الفضاء العالميين.

منذ ذلك الحين، تنطلق دولة الإمارات العربية المتحدة بسرعة نحو مستويات جديدة من التطور والريادة في مجال الفضاء. حيث أصبح لديها اليوم أحدث وأكثر الأقمار الصناعية تطوراً، التي تدعم تقنيات الاتصالات والمراقبة والرصد. ولم تقتصر جهودها على تلك الأقمار فقط، بل أرسلت «مسبار الأمل» إلى المريخ ليكون رمزاً للتفوق والإصرار الإماراتي في استكشاف الفضاء.

وتحقيقاً لطموح المؤسس الشيخ زايد تأسست وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014 كجهة رائدة تعمل على تطوير وتنظيم القطاع الفضائي في البلاد. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق العديد من المشاريع والبرامج الفضائية الطموحة، مثل برنامج رواد الفضاء الإماراتيين وخطة بناء مستوطنة بشرية على المريخ بحلول العام 2117.

تشهد الإمارات أيضاً تقديم جهود تشريعية مبتكرة لتنظيم القطاع الفضائي ودعم الأنشطة الفضائية بشكل فعال. وتعكس تلك الجهود مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجال علوم الفضاء والفضائيات.

وفي سياق هذا الإرث العظيم، تأتي مقولات الشيخ زايد الرائعة: «إن العالم يسرع الخطى الآن نحو المدنية والتقدم، وهو يتطلع إلينا ليرى كيف سنواكب هذا التقدم ونلحق بركب الحضارة». وأيضاً: «إن دوركم الآن هو تحصيل العلم، وسوف يأتي دوركم في الغد لمتابعة مسيرة الآباء والأجداد. إن وطننا غني بالإمكانيات والموارد، وقد وهبنا الله الثروة، ولقد كانت الثروات دائماً مصدراً للمطامع، ومن هنا فإنني أناشدكم أن تتسلحوا بالعلم لمواجهة المستقبل ومواجهة كل التحديات التي تواجه أمتنا».

إلهام 

ويمكن القول إن إرث القائد المؤسس الشيخ زايد سيظل يلهم الأجيال القادمة على السعي نحو النجاح والتفوق في ميادين جديدة دائماً، حيث تتابع الإمارات رحلتها نحو النجوم بثقة وعزم لتكون دائماً جزءاً من السباق العالمي نحو مستقبل مشرق في عالم الفضاء. إن رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد التي صاغها عملياً في مرحلة التأسيس وإيمانه بإمكانيات الإنسان والتفاني في تحقيق التقدم في علوم الفضاء ساهمت بشكل كبير في جعل الإمارات من الدول الرائدة في هذا المجال. ومع وجود الأهداف الكبيرة التي تسعى إلى تحقيقها، فإن إرث الشيخ زايد سيظل يلهم الأجيال القادمة على السعي نحو النجاح والتفوق في ميادين جديدة دائمة.