في حوار ملهم جمع بين القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومسؤولي وزارة الزراعة والثروة السمكية، يبرز أفق الرؤية الاستراتيجية للقائد في دعم وتطوير العملية الإنتاجية المحلية.
استفسر القائد:
- هل تقدم الوزارة للمزارعين كل ما يحتاجونه من بذور؟ وما هي الأسعار التي تقدمونها لهم؟
بالطبع، نقدم البذور بسعر التكلفة لضمان توفيرها للمزارعين بأسعار معقولة.
كم يمثل هذا السعر بالنسبة للأسعار في المحلات التجارية؟
حوالي 90%، أي بنسبة تقل عن أسعار السوق بمقدار 10%.
- هل تقوم الوزارة بإنتاج أنواع خاصة من البذور؟
نعم، نقوم بإجراء التجارب والاختبارات لتوفير بذور محلية.
- ما هو المبلغ المخصص في ميزانية الوزارة لشراء البذور؟
500 ألف درهم، ونقوم بإعادة بيعها للمزارعين.
وفي هذا السياق أكد القائد المؤسس الشيخ زايد بحكمته المعهودة: «إن اهتمامنا يجب أن يكون في المقام الأول على المزارع، ويجب تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي، وتحقيق التنمية في هذا القطاع الحيوي. لقد أمضى مجلس التطوير في وزارة الزراعة وقتاً طويلاً في سعيهم لتحقيق ذلك، ونرغب في أن تلمس الجهود بسرعة، ونتساءل: لماذا لا تستنبط وزارة الزراعة البذور محلياً؟».
ما كان هذا الحوار إلا نموذجاً من حوارات القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، التي تتوهج بالرزانة في صناعة القرار، ليس الذي يفضي بحلول آنية فقط، بل كان ذا أبعاد استراتيجية. وأيضاً لم يكن هذا الحوار مجرد نموذج، بل كان إشارة واضحة إلى فلسفة المفكر الاستراتيجي، ولعل المتفحص المتتبع يستنتج أن القائد المؤسس أبدع بـ 5 خطوات متتالية لتحقيق النهضة الإبداعية الاستراتيجية، وتتمثل في: المعرفة، الوعي، التواصل، المقارنة، والاستدامة، خمس خطوات للنهضة بالروح الإبداعية لأي مشروع.
ألقى الشيخ زايد نظرة حكيمة على الرحلة الطويلة، التي سلكها القطاع الزراعي في دولة الإمارات، وكان ذلك كافياً لتوفير المعرفة اللازمة بماهية الموضوع، وبفهم عميق أكد بأسلوب سلس على نشر وتوفير الوعي المناسب بالمشكلة لدى المعنيين. جعل التواصل حول المشكلة مفتاحاً لتحقيق التفاهم. أقنع بأن الوقت الذي يأخذه الموضوع لا يتماشى مع تطلعات الدولة بشأن المسرعات الاستراتيجية. وختم بالحل الفعال، الذي يحقق نتائج متميزة مع التشديد على التنمية المستدامة، بما يسهم في التركيز الدائم على تطوير الإنتاج المحلي، وتعزيز الكفاية الزراعية، من خلال تشغيل الإبداع المحلي، والاستغناء عن المنتوج المستورد قدر الإمكان.
هذا الحوار الرائع لم يكن مجرد محادثة عابرة، بل كانت لحظة استثنائية من لقاءات الوالد المؤسس، الذي يتألق بالحكمة في صناعة القرارات وتجسيد للرؤية البعيدة، التي ترمي لتحقيق النهوض الإبداعي الاستراتيجي باكتساب المعرفة، ونقلها إلى الوعي، وتعزيز التواصل بفعالية، والمقارنة المستمرة لتحسين الأداء، والالتزام بالاستدامة.
وتعد هذه الحكمة والتفاني، التي أبداها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قدوة لنا جميعاً، حيث يتعين علينا والأجيال الصاعدة أن نستوحي منه تلك القيم والمبادئ في حياتنا اليومية. إن تفانيه كما هو في مثل حالة دعم الزراعة هنا، وتعزيز الاستدامة يعد مثالاً للتفاني في بناء مستقبل قوي ومستدام.
التميز الذي أبداه القائد المؤسس يمثل تحفيزاً للأجيال لتحقيق التميز في حياتهم، والعمل الجاد نحو ترك بصمة إيجابية، تعود بالنفع على المجتمع والعالم بأسره، من خلال الالتزام بالخطوات الـ 5، التي أبدعها الشيخ زايد، لضمان الاستمرارية في رحلة التطوير.