يجب أن نفهم جيداً معنى قرار الكنيست الإسرائيلي، أول من أمس، برفض فكرة الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية.
جاء القرار بأغلبية ساحقة ومريحة للغاية للائتلاف الحاكم، الذي تتكون منه الحكومة الإسرائيلية الحالية، بزعامة بيبي نتنياهو.
لماذا هذا القرار الآن؟ وما معناه؟ وما تداعياته؟
يأتي القرار كطلقة إنقاذ أخيرة من قبل حكومة نتنياهو لمواجهة الضغط السياسي، ونفاد صبر المجتمع الدولي من سياسة التحدي الأمني والسياسي، التي تقوم بها حكومة نتنياهو بالإصرار على 3 أمور:
1 رفض وقف إطلاق النار بشكل فوري.
2 استمرار عمليات الإبادة الجماعية ضد المدنيين من سكان غزة.
3 وضع قيود مخيفة ضد وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
المعدل الذي تسمح به إسرائيل مئة شاحنة – على أقصى تقدير – يومياً، بينما الاحتياجات اليومية لا تقل عن 600 شاحنة على أقل تقدير.
وفي الوقت الذي يتردد فيه أن هناك مزاجاً دولياً لبدء عملية اعتراف أحادي من المجتمع الدولي بمشروع الدولة الفلسطينية، فإن تل أبيب قررت أن تقوم – بلغة الأعمال العسكرية - «بضربة سياسية مسبقة»، و«مجهضة» لهذه الجهود، برفض أي اعتراف أحادي.
باختصار، إسرائيل تريد ألا يفرض عليها وجود كيان فلسطيني شرعي معترف به.
باختصار، إسرائيل تريد أن تستنزف الكيان الفلسطيني الجديد، وتبتزه ابتزازاً، من خلال مفاوضات شاقة طويلة مضنية، لتحصل على أفضل ثمن، وأكبر تنازلات لهذا الاعتراف!