أظهرت المرأة الإماراتية مشاركتها وعطاءها الفعال في خدمة وطنها في مختلف مجالات العمل، حيث تولت المناصب الوزارية في الحكومة الاتحادية، وسجلت حضوراً مميزاً في السلك الدبلوماسي، وانضمت إلى صفوف القوات المسلحة والخدمة الوطنية والشرطة، هذا إلى جانب مشاركتها في الجهاز القضائي في الدولة. 

تعتبر تجربة المرأة الإماراتية في السلك القضائي فريدة من نوعها، وتأتي في إطار عمليات التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة، كما تؤكد مواصلة رؤية الآباء المؤسسين في تمكين المرأة الإماراتية من خلال إعداد السياسات والقرارات الداعمة لها بهدف إشراكها في عمليات التنمية الشاملة وتشجيعها للعمل في جميع المجالات. 

وبعد تعديل قانون السلطة القضائية الاتحادي بالمرسوم الاتحادي رقم 13 لسنة 2018، أتاح التعديل للمرأة تولي القضاء على المستوى الاتحادي. ويعزز تعيين المرأة في مجال القضاء دورها في المجتمع كله، فالنساء في المحاكم يضفن منظوراً جديداً وتجربة فريدة في إدارة القضايا. بشكل عام فإن وجود المرأة في السلك القضائي يعد أهمية لتطوير منظومة القضاء مع مراعاة لاعتبارات الجنسين، ولإنشاء بيئة عمل أكثر ملاءمة للنساء، وخاصة في القضايا التي تخص المرأة.

مشاركة المرأة الإماراتية في السلك القضائي تعزز من قوة المؤسسات القضائية واستدامة ازدهارها واستقلالها، وأود أن أقدم تحية تقدير واعتزاز وإجلال لكل من منح المرأة الإماراتية الفرص للعمل في السلك القضائي والتشريعي والتنفيذي، وآمن بقدرات المرأة الإماراتية ووفر لها الممكنات المحفزة لترفع من شأن مجتمعنا في المحافل المحلية والدولية.

وأختم بكلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أم الإمارات، عن المرأة والمستقبل، التي تعتبر خريطة طريق ورؤية ملهمة للتقدم والازدهار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة:

«إنني أرى أمامي صورة مستقبل المرأة في بلادي، أراها قد أصبحت أقل كلاماً وأكثر عملاً، أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بها من ظروف وما هو مطلوب منها من واجبات، أراها قد تخلصت من أميتها العلمية والاجتماعية والأسرية التي هي العدو الأول للمرأة والمجتمع، أراها قد وضعت يدها في يد أختها التي فاتتها فرصة التعليم والخبرة، لتصعدا معاً سلم التقدم والحضارة الراسخة بأصول ثابتة وبلا تعالٍ، أو تصور بأن لواحدة فضلاً على الأخرى، فهذا أول طريق رد الجميل للوطن الأم».