تعتبر الفنانة الجزائرية المخضرمة بهية راشدي شهر رمضان الفضيل فرصة للتجدّد، وتكشف أنّها تثابر على القراءة وتلاوة القرآن ولا تتابع البرامج التليفزيونية في رمضان، وتشير أيضا أنها بعد طول اليوم ومشقة الطهو تشعر بالتعب لذلك تخلد للنوم مباشرة بعد أداء الواجبات الروحية.

في حوار خصّت به «البيان» في منزلها بأعالي العاصمة ، ذكرت سيدة الشاشة والسينما المحلية أنّ رمضان يشكّل بالنسبة إليها ومضة زهد متفرّدة، وتشرح بابتهاج أنّها توزّع أوقاتها بإحكام على مدار نهاريات وليالي الشهر الفضيل، حيث تزاوج بين أعمال البيت والطبخ وانشغالات أخرى.

وعن كيفية قضائها رمضان، قالت بطلة فيلم «رشيدة»: «يومياتي بسيطة كأية مواطنة جزائرية عادية»، وتردف: «أحرص على تكثيف العبادة من خلال تلاوة القرآن الكريم، والتركيز على الإكثار من أعمال الخير وإعانة المحتاجين وغيرها من الأعمال التي أعتبرها أمّ الأولويات.

وبشأن نوعية الأطباق التي تفضلها في رمضان، لا تبدي »بهية« أي ميل وتفسّر ذلك بقولها: »أكلنا أشهى الأطباق في شبابنا، وجاء الوقت كي نلتفت للعبادة ..

ونركّز على أعمال الخير ونزهد في الدنيا«.وبعيدا عن الفن، يؤكد مقرّبو الفنانة بهية إنّ الأخيرة والتي واظبت على تجسيد دور الأم الحنون في الكثير من الأعمال، تعدّ سيدة مطبخ من الدرجة الأولى، حيث تجيد إعداد أشهى الأطباق خاصة التقليدية منها، مثل طبق »اللحم الحلو«، »شربة المقطفة«، »المثوّم« وغيرها من الأطباق الشهيرة في العاصمة والمدن الكبرى.

دخول مبكر

تقول بهية»أدخل المطبخ بعد صلاة العصر لإعداد مائدة رمضان، وأحرص على أن يكون حساء (الحريرة) السيّد دون منازع«، وتربط ذلك الحساء بعشق زوجها وبناتها له، لذا تقوم بتحضيره على طريقتها الخاصة، وتقحم الخضروات الأساسية، كالطماطم، البصل، البطاطا، الكوسة، والثوم، إضافة إلى التوابل وملعقة صغيرة من الأرز وأخرى من العدس إضافة إلى الكزبرة والبقدونس .

طبق مفضل

وتشرح قائلة :أنفق وقتا معتبرا في إعداد هذا الطبق الذي يوضع في البداية داخل الخلاّط، ثمّ أعقده بالخميرة المنزلية، المتمثلة في كرة عجينة من الدقيق الليّن والملح والماء وملعقة من خميرة الخباز التي ينبغي تركها لست ساعات على الأقل أو حتى يوما كاملا»، كما أشارت الفنانة إلى تفضيلها الأطباق التي لا تحوي الكثير من التوابل وخاصة منها ذات المرق الأبيض، لتستثني منها الطبق المحلي المميّز «بطاطا بالفليو».

حنين

تحنّ الانسانة في دواخل بهية إلى روح التضامن والحميمية التي كانت سائدة وراسخة أيام زمان، وتستذكر بكثير من الهوس ذاك الوهج الذي كان يسبق ويرافق هذه الفترة المتميزة من السنة وتتأسف لزوال الروح الجماعية التي كانت تصنع فرحة وابتهاجا لديهم.

وتثمّن سلسلة المبادرات الراقية التي شهدتها البلاد في مواسم رمضان سابقة، حيث برعت قوافل شبابية في أعمال الخير بتفان كبير واجتهاد منقطع النظير، بيد أنّها تأسف لتضاؤل تقليد المجالس العائلية التي كانت تضفي نكهة خاصة على سهرات رمضان وظلت تمثل فرصة لتوطيد العلاقات بين الأقارب والأحباب والجيران.

تنويه

ونوّهت محدثتنا بعادة تستحسنها كثيرا وتتمنى محافظة المجتمع الجزائري عليها، والمتمثلة في تصويم الأطفال الصغار لأول مرة، وأوعزت: «عندما يبلغ الطفل من خمس إلى سبع سنوات، نشجعه على الصوم فالبنت مثلا نشتري لها أواني صغيرة وتقوم هي بالطبخ فيها حتى تفطر من الأكل الذي صنعته بنفسها، كما نعد مشروبات خاصة للأطفال ونحتفي بهم..

وذاك شأن جميع العائلات كل على طريقتها حتى يكبر البراعم على حب أداء هذه العبادة». وحذّرت «بهية» في الوقت عينه من الخطأ الذي ترتكبه بعض الأمهات في هذا الصدد، بممارستهن الإكراه في إجبار الأطفال على الصوم، مع ما كل ما ينطوي عليه الأمر من خطورة خاصة في فصل الصيف أين يشتدّ الحر وتطول فترة الصيام، وتتطلب الأجساد الماء والغذاء..

وعليه فالأطفال لا يستطيعون التحمل والصبر وقد يؤدي إجبارهم على الصيام إلى إصابتهم بمكروه، الأمر الذي قد يخلف لديهم خوفا دائما ينفرهم من أداء هذه العبادة الفضيلة، منتهية: «من الأفضل أن نعوّد أبناءنا على الصوم تدريجيا وعدم إجبارهم على ذلك».