Al Bayan
today-time17 ذو القعدة 1446 هـ ، 15 مايو 2025 م
prayer-time

برشلونة.. هكذا تُربح الدوريات وتُخسر!

وصل برشلونة وهو محاط بكثير من الشكوك بعد أدائه المتذبذب في المباريات الأخيرة، فقد خسر أمام دورتموند، وتلقى ثلاثة أهداف، ثم فاز بصعوبة على ليغانيس من هدف عكسي، وقدم أداءً سيئاً، وأصبح الفريق بحاجة ماسة لاستعادة عافيته وتحقيق فوز يعيد الثقة للاعبين. ومع ذلك، من الواضح أن الأمور لا تسير على ما يرام، فالأخطاء التي ارتكبها اللاعبون في مباراة سيلتا فيغو اليوم، رغم الموسم الجيد الذي يقدمه الفريق، تبقى غير مقبولة، وقد كشف فريق المدرب هانسي فليك كيف يمكن أن يخسر الدوري دون أن يشعر بذلك.

في البداية، ارتكب الحارس تشيزني خطأ ساذجاً كلف الفريق هدف التعادل أمام سيلتا فيغو، ولم تكن بقية الأهداف أقل فداحة من حيث الأخطاء، فقد أظهر كل من دي يونج وإينيجو مارتينيز ثقة مفرطة، وترددا في الذهاب إلى الكرة، ما استغله بورخا ببراعة ليمنح فيغو التقدم، وبعد دقائق فقط، وقع سوء تفاهم واضح بين كوبارسي وإينيجو، أسفر عن الهدف الثالث.

لكن بعد هذا الانهيار، ظهر وجه آخر لبرشلونة، ورغم أن الفريق كان متأخراً 1-3، تمكن رجال فليك من العودة بقوة إلى أجواء المباراة، التغييرات التي أجراها المدرب الألماني، بدخول أولمو ولامين يامال، قلبت الموازين تماماً، إلى جانب الأداء الكبير من رافينيا، كانت مباراة تعكس وجهين مختلفين لبرشلونة: أحدهما يملك القدرة على حسم لقب الدوري، والآخر لا يزال يصارع من أجل الفوز به، والآن، بات الضغط كله على ريال مدريد.

تسود حالة من الفوضى في أجواء برشلونة مع اقتراب نهاية الموسم، قبل انطلاق المباراة، أصدر النادي بياناً رسمياً عبّر فيه عن استيائه من جدول المباريات الذي حددته رابطة الدوري الإسباني، منضماً بذلك إلى فليك، الذي كان أول من انتقد هذا الوضع سابقًا.

وأوضح ديكو أن طلب النادي بتغيير موعد مباراة بلد الوليد قوبل بالتجاهل، رغم أنه كان سيوفر على الفريق عناء العودة إلى برشلونة في ساعات الفجر، خاصة مع اقتراب مواجهة حاسمة أمام إنتر.

أما فيران توريس، فهو مثال للاعب الذي لا يخيب الظن عند الحاجة، ورغم أنه لم يبدأ أساسياً في آخر ثلاث مباريات، إلا أن فليك قرر منحه الفرصة هذه المرة لإراحة لامين يامال، ولم يخيّب لاعب فالنسيا السابق الآمال، إذ احتاج فقط 12 دقيقة ليهز الشباك، رافعاً رصيده إلى 10 أهداف في الليغا، خيار بديل فاخر بكل ما للكلمة من معنى.

أظهر تشيزني جانباً هشاً في أدائه، رغم كونه أحد الركائز التي ساهمت في الانتصارات الأخيرة للفريق. يوم السبت، ارتكب خطأ فادحاً عندما أخطأ في توقيت خروجه، في مشهد أعاد للأذهان بعض هفواته في بداياته مع برشلونة، فقد فشل في التعامل مع كرة عرضية من منطقة الجزاء، مما منح بورخا إغليسياس فرصة التسجيل في مرمى خالٍ من الحارس، ورغم ذلك، عوّض الحارس البولندي خطأه لاحقاً، وكان له دور حاسم في التصدي لمحاولات خطيرة من بورخا نفسه، بالإضافة إلى موريبا، وإيكر لوسادا، وبابلو دوران، ومينغويزا.

أما بورخا إغليسياس، فكان مصدر إزعاج دائم لدفاع برشلونة خلال الدقائق الـ75 التي شارك فيها، وعرف تماماً كيف يستغل المساحات والأخطاء الدفاعية، ونجح في تسجيل ثلاثية رائعة، وكاد أن يضيف هدفًا رابعاً، بدا أنه سيكون العنصر الحاسم في المباراة، لكن مجريات اللقاء سارت في اتجاه آخر في النهاية وخطف برشلونة الفوز في الدقيقة 110 من ركلة جزاء ليقترب أكثر فاكثر من لقب الليغا هذا الموسم.