قالت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية أمس الثلاثاء إن أحد صاروخين باليستيين مضادين للسفن أطلقتهما ميليشيا الحوثي اليمنية على سفينة الحاويات «إم.إس.سي سكاي 2» في خليج عدن أصاب السفينة مما تسبب في وقوع «أضرار». في موازاة ذلك، أكد أبو زرعة المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي أن صبر القيادة اليمنية على خروقات الحوثيين ينفد.

وأوضحت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية في بيان بأن التقارير الأولية تشير إلى عدم وقوع إصابات على متن السفينة المملوكة لجهة سويسرية وترفع علم ليبيريا، وذكرت أيضاً أن السفينة لم تطلب المساعدة وواصلت طريقها.

وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين الاثنين إن الجماعة استهدفت السفينة «بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة».

وقال الجيش الأمريكي إن الحوثيين أطلقوا أيضاً صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من اليمن على جنوب البحر الأحمر لكنه سقط في المياه دون وقوع أضرار أو إصابات للسفن التجارية أو لسفن سلاح البحرية الأمريكي. وأضاف البيان أن قوات القيادة المركزية الأمريكية شنت هجمات «دفاعاً عن النفس» لاستهداف صاروخين كروز مضادين للسفن يشكلان «تهديداً وشيكاً» للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة.

من جهتها قالت مجموعة «إم.إس.سي» لشحن الحاويات أمس الثلاثاء إن سفينة الحاويات التابعة لها «سكاي 2» تواصل الإبحار إلى جيبوتي بعد أن أصيبت بصاروخ أول من أمس بالقرب من عدن باليمن. وأضافت المجموعة التي تتخذ من سويسرا مقراً في بيان «أصيبت سفينة (سكاي 2 ) بصاروخ على بعد حوالي 85 ميلاً جنوب شرقي عدن و170 ميلاً شرقي-جنوب شرقي مضيق باب المندب أثناء إبحارها من سنغافورة إلى جيبوتي».

من جهة أخرى أكد أبو زرعة المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي أن صبر القيادة اليمنية على خروقات الحوثيين ينفد، استعرض المستشار العسكري للمبعوث الأممي الخاص باليمن انتوني هايورد، خلال زيارته إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة مقترحات لآلية وقف دائم لإطلاق النار في البلاد تمهيداً للانتقال إلى أي تسوية قادمة، ترعاها الأمم المتحدة، ضمن مساعي المبعوث الأممي للفصل بين تطورات الأوضاع في البحر الأحمر مع مسار السلام في اليمن.

وذكرت مصادر حكومية لـ«البيان»: «إن المستشار العسكري زار محافظة تعز، وناقش مع قيادتها العسكرية والأمنية آلية لوقف دائم لإطلاق النار، وفتح الطرقات عن المدينة، التي يحاصرها الحوثيون منذ ثمانية أعوام، وإنه انتقل إلى مدينة عدن، والتقى عضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي،ووزير الدفاع اللواء محسن الداعري».

وأوضح أنه استعرض مقترحات لآلية وقف دائم لإطلاق النار تمهيداً للانتقال إلى أي تسوية قادمة بغض النظر عن المستجدات الحالية في البحر الأحمر وباب المندب، والتي أدت إلى التباطؤ في خريطة الطريق التي تدور النقاشات حولها.

وزير الدفاع اليمني أكد أن الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي مع السلام المستدام، الذي يلبي تطلعات الشعب اليمني، ويستعيد دولته وفق القرارات الدولية ذات الصلة، لافتاً إلى أن الحوثيين يرفضون السلام وينقلبون على الاتفاقيات والمواثيق ويذهبون إلى التصعيد العسكري عند كل منعطف يؤدي إلى إحلال السلام. وأضاف الفريق الداعري: «إن جماعة الحوثي مستمرة في أعمالها العدائية تجاه مواقع القوات المسلحة وتحشيد المقاتلين إلى مختلف الجبهات، ناهيك عن استهداف السفن التجارية وطرق الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما أدى إلى زيادة التوتر في المنطقة».

خروقات الحوثيين

من جهته أكد المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي أن صبر مجلس القيادة الرئاسي على خروقات الحوثيين ينفد، وأن دعمه للخيار السياسي السلمي في عملية السلام لن يدوم طويلاً، لافتاً إلى أن استمرار الحوثيين في أعمالهم العدائية تجاه مواقع القوات المسلحة، وتحشيد المقاتلين إلى مختلف الجبهات، واستهداف السفن التجارية وطرق الملاحة الدولية، وذلك يهدد بتفجير الأوضاع، ونسف جميع الجهود السلمية. وذكر المحرّمي أن هناك زيادة في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بكميات كبيرة بعد فتح ميناء الحديدة، ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إعادة النظر في جدية الحوثيين في الجنوح إلى السلام، وممارسة العديد من الضغوطات عليهم في أي تسوية قادمة.