كشف استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، أن الطفل المغربي ريان أورام، الذي سقط داخل البئر وعاش عدة أيام مع قلة الأوكسجين، واجه بالتأكيد إصابات في رأسه وكسورا ونزيف دماء ومضاعفات كبيرة أثرت على الأجهزة الحيوية كالقلب والمخ والرئة والكلى، وترتب على ذلك خروجه متوفى رحمه الله بعد أن تم رصده على قيد الحياة في بداية مراحل الإنقاذ.

العطش الشديد

وبين الشريف أن الطفل في بداية سقوطه تعرض لعدة أمور منها العطش الشديد، إذ إنه عند الحرمان التام من الماء يحاول الجسم الاحتفاظ بكل نقطة ماء بداخله، فتقلل الكلى كمية البول، وتقل كذلك كمية العرق، لكن لا يمكن منع فقد الماء بشكل تام، لذا يستمر تناقصه تدريجياً، ومع مرور المزيد من الوقت يصبح الدم أكثر لزوجة وأقل حيوية وأكثر قابلية لحدوث الجلطات، وتتعرض خلايا الجسم للجفاف الذي يسبب اضطراب وظائفها، خصوصا المخ، وفقا لما نقلته صحيفة عكاظ عن الطبيب.


وتابع أن حالة سقوط الطفل ريان رحمه الله في البئر العميقة تختلف عن حالات الإنقاذ من كوارث الزلازل مثلاً، فنجد أن هناك كثيرا من الحالات عندما يتم إنقاذها من تحت الأنقاض بعد عدة أيام تكون على قيد الحياة ولا تتعرض للوفاة، والسبب في ذلك مرتبط بكمية الدهون في الجسم، حيث إنها كلما زادت ارتفعت القدرة على البقاء، فالجسم يخزن الطاقة اللازمة لعمله على شكل سكريات ودهون وبروتينات، فعندما يمتنع الإنسان عن الطعام يبدأ استهلاك السكريات أولاً، ثم بعدها الدهون والبروتينات، ولكن بعد استنفاد كل هذه الأمور يدخل الإنسان في مرحلة الدوخة وقد تصل للغيبوبة والوفاة لا سمح الله، أما في حالة الطفل ريان نجد أنه عانى أمور عديدة منها قلة الأوكسجين وعدم وجود أي مأوى يساعده على البقاء.

الخوف الشديد والظلام

وأوضح أن هناك أعراضا أخرى عانى منها الطفل ريان داخل البئر، مثل الخوف الشديد والظلام الدامس في بداية سقوطه، فالعقل البشري لا يستطيع التعامل مع المجهول، والظلام يجعل ما حوله مجهولا، وخوف الطفل من الظلام هو إحدى علامات عدم الفهم الكامل لكل ما يدور حوله، فمع مرور الزمن زادت صعوبات حالته الجسدية والنفسية إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.